احذر التفاعلات.. أطعمة ومشروبات قد تُضعف أو تُعزز مفعول أدويتك

قد يبدو تناول الطعام مع الأدوية أمرًا روتينيًا لا يستدعي القلق، ولكن الحقيقة أن بعض الأطعمة والمشروبات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على فعالية بعض الأدوية، إما بتعزيز تأثيرها إلى مستويات خطيرة أو بإضعافها وجعلها غير فعالة. لهذا السبب، من الضروري معرفة التفاعلات المحتملة بين الأطعمة والأدوية لضمان الحصول على أقصى فائدة علاجية وتجنب المخاطر الصحية غير المتوقعة.

من أبرز الأمثلة على هذه التفاعلات هو عصير الجريب فروت، الذي يُعرف بتأثيره القوي على إنزيمات الكبد المسؤولة عن استقلاب العديد من الأدوية. يمكن أن يؤدي شربه مع أدوية مثل أدوية الكوليسترول (الستاتينات) أو بعض أدوية ضغط الدم إلى زيادة مستويات الدواء في الجسم، مما قد يسبب آثارًا جانبية خطيرة. على العكس، فإن منتجات الألبان قد تعيق امتصاص بعض المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين، مما يقلل من فعاليتها ويجعل الجسم أقل قدرة على محاربة العدوى.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الخضروات الورقية الغنية بفيتامين K، مثل السبانخ والملفوف، يمكن أن تقلل من تأثير أدوية سيولة الدم مثل الوارفارين، مما يزيد من خطر تكوّن الجلطات. في المقابل، فإن الأطعمة الغنية بالملح قد تُضعف فعالية بعض أدوية ضغط الدم، في حين أن القهوة والشاي يمكن أن تؤثر على امتصاص بعض المكملات الغذائية مثل الحديد، مما يؤدي إلى نقصه في الجسم.

ومن المثير للاهتمام أن بعض الأطعمة قد تعزز أيضًا التأثير الجانبي لبعض الأدوية، مثل الموز الذي يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، والذي قد يسبب مشاكل للأشخاص الذين يتناولون مدرات البول التي تحتفظ بالبوتاسيوم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم بشكل غير آمن.

لذلك، من الضروري استشارة الطبيب أو الصيدلي عند تناول أي دواء جديد، والتأكد مما إذا كانت هناك أطعمة أو مشروبات يجب تجنبها أو الحد منها أثناء فترة العلاج. فالتفاعل بين الغذاء والدواء قد يكون غير متوقع، ولكن القليل من الوعي والمعرفة يمكن أن يجنبك الكثير من المشكلات الصحية.