عقب تدمير بقاياه خلال الحرب العالمية الثانية.. اكتشاف ديناصور عملاق في مصر

في عام 1914، وبين رمال وواحات مصر الغنية بالتاريخ والأسرار، اكتُشفت بقايا ديناصور عملاق في واحة البحرية. هذا الاكتشاف، الذي قام به عالم الحفريات النمساوي المجري ريتشارد ماركغراف، كان ليشكل نقطة تحول في فهمنا لتاريخ الديناصورات في المنطقة. لكن، وكما هي حال العديد من الكنوز التاريخية، لم تسلم هذه البقايا من ويلات الحروب، حيث دُمرت خلال قصف ميونيخ في الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، وبفضل الجهود الحثيثة للعلماء، عاد هذا الديناصور إلى الواجهة تحت اسم جديد: Tameryraptor markgrafi.
في أوائل أبريل 1914، اكتشف ريتشارد ماركغراف بقايا ديناصور ضخم في طبقات المارل بالقرب من عين جدید بمصر. تضمنت هذه البقايا أجزاءً من الجمجمة، بما في ذلك جزء كبير من الدماغ، وأسنان، وثلاث فقرات عنقية، وفقرة ذيلية، وجزءًا من الحوض، ومخلبًا يدويًا، وعظمي فخذ، والشظية اليسرى.
تم نقل هذه البقايا إلى ميونيخ بألمانيا، حيث وصفها عالم الحفريات الألماني إرنست سترومر في عام 1931. للأسف، دُمرت هذه البقايا خلال قصف ميونيخ في ليلة 24/25 أبريل 1944.
إعادة الاكتشاف والتسمية الجديدة
في عام 2025، قام فريق من العلماء بقيادة ماكسيميليان كيلرمان بإعادة تقييم هذه البقايا بناءً على الصور الأرشيفية المتاحة.
أظهرت التحليلات أن هذه البقايا تختلف بشكل كبير عن الأنواع المعروفة سابقًا، مما دفعهم إلى تصنيفها كنوع جديد وأطلقوا عليه اسم Tameryraptor markgrafi. يجمع الاسم بين “Ta-mery”، وهو اسم مصر القديمة الذي يعني “الأرض المحبوبة”، وكلمة “raptor” اللاتينية التي تعني “اللص”، تكريمًا لماركغراف مكتشف البقايا.
يُعد هذا الاكتشاف دليلًا على التنوع البيولوجي الغني الذي كانت تتمتع به منطقة شمال أفريقيا خلال العصر الطباشيري. كما يبرز أهمية الأرشيفات التاريخية في إعادة بناء التاريخ الطبيعي، حتى بعد فقدان العينات الأصلية.
يُظهر هذا الاكتشاف أن العلم لا يتوقف عند حدود الزمن أو التحديات، وأن الجهود المستمرة يمكنها إعادة إحياء التاريخ وإثراء معرفتنا بالعالم الذي نعيش فيه.