ثقافة

المرأة في أفلام مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. قضايا كبرى هاجسها الكينونة

جدة – عبد الستار ناجي


القراءة المتاملة لعروض مهرجان البحر الاحمر السينمائي في دورته الثانية تذهب بنا الى تجليات الحضور الرائع للمرأة وقضاياها وهو أمر لم تخلقة الصدفة بل حصاد الاختيارات العالية المستوى الى اشتغل عليها فريق المهرجان في جملة المسابقة لذا سيكون توقفنا امام جملة الاعمال في المسابقة الرسمية وهي تمثل جنسيات متعددة .


وستكون تلك الاعمال بمثابة الدليل لابرز القضايا والمحور التى تمثل هاجس المرأة وشاغلها الاساسي .
في فيلم ( طريق الوادي ) للمخرج السعودي خالد فهد . تشغل قضايا المراة محور الاساسي بالذات ما يخص شخصية الابنه العائدة من دراستها خارج قريتها والتى عليها ان تنتظر موافقات والدها في اي جانب من جوانب حياتها ومنها العمل والزواج او غيرها . لذا يذهب الفيلم الى تلك القضايا من جانب سياحي فرجوري بل الناقد والمحلل والداعي الى التغير لذا يأتى بشخصية مشاكسة صلبة تمتلك حضورها ووعيها وطموحاتها بالتغيير عبر الدفاع عن حقوقها . وفي التجربة اختصار لقضايا محورية لربما تعترض طريق المراة السعودية .


في الفيلم الكسخستانى ( بصل جبلي ) المراة تريد حقوقها في تلك المنطقة الحدودية مع الصين مع ظروف اقتصادية صعبة للغاية . وهي تصرخ كثيرا للتعبير عن مطالبها واحتياجاتها ولربما رغباتها الشخصية .


الفيلم اللبناني ( حديد نحاس بطاريات ) للمخرج وسام شرف يستحضر شخصية نسائية محورية تتمثل بشخصية الخادمة الاريتيرية والتى ضغوط والدتها بالعودة من بيروت والوزاج من رجل كهل وايضا ظروف العمل في لبنان لرعاية رجل لبناني كهل يعاني من الزهايمر وفي المقابل علاقتها مع لاجئ سوري تجد به الملاذ رغم ظروفه التعسة . لذا فان تحديات تلك المرأة وخيبات املها تبدو متلاصقة وعليها العمل كثيرا من اجل التغيير لذا لا مناص الا الفرار .

الفيلم الكوري الجنوبي ( ما بعد سوهي ) للمخرجه جولي يونغ تاخذنا من خلال المتدربة الشابة ( سوهي ) الى هيمنه وسيطرة الشركات التى تمتص دماء الشباب بحجة التدريب رغم العوائد التى تحققها تلك الشركات من جهد المتدربين .


تظل ( سوهي ) تتعرض للضغوط والعمل المتواصل وفي المقابل تحصد اللاشي سوي مكافأة هامشية بينما تذهب الحوافز للنسيان . حتى تظل الى مرحلة الانتحار وهنا يذهب بنا الفيلم الى المأساة من أجل هدف ابعد وهو ايصال القضية التى فتح ملفاتها المغلقة . والتى تتقاطع مع ذات الضغوط التى تتعرض لها المحققة التى تتابع القضية من ضباطها .
المحطة الاهم في هذة القراءة تأتى عبر الفيلم الجزائري ( الاخيرة ) للمخرج داميان اونورية الذى يستدعي شخصية الملكة الاخيرة ( زفيرة ) التى يقتل زوجها الملك في ظروف غامضة ولاحقا ابنها ثم اشقاؤها امام اطماع ورغبات القرصان ( عروج ) الي يريد السيطرة على الحكم عبر الزواج من الملكة . ولكنها ترفض لانها تعي اهداف الزواج وملابساته وتأتى المواجهة التى توصلها الي الانتحار حتى لا ينال منها وهنا اقصي درجات التحدي والارادة والموقف الصريح ضد الظلم وضد السيطرة والخضوع جسدت الشخصية الفنانة الجزائرية عديلة ديمراد وعن الشخصية فازت بجائزة افضل ممثلة في المهرجان .

الفيلم الاندونيسي ( سابقا الان لاحقا ) من توقيع المخرجة كاميلا انديني التى تتوقف عن حكاية ( نانا ) التى تلجأ بعد فقدان زوجها بعد حملات التطهير التى عاشتها بلادها الى الغابات وهناك تتعرف على تاجر ثري وتكون اسرتها الجديدة ولكنها تظل تفتقد شي ما وهو الاحساس بالحب والعاطفة حتى اللحظة التى يعود بها زوجها بعد سنوات من الاعتقال والسجون لتقرر الانفصال عن زوجها الثاني الى زوجها وحبها الاول في قرار هو المصير والغد والمستقبل حتى لو اضطرها ذلك لان تخسر اطفالها واسرتها الجديدة وعالم الثراء الذى يحيط بها .


وحتى لا نطيل نشير الى عروض مهرجان البحر الاحمر السينمائي حملت لنا شخصيات نسائية لا تهاد ولا ترضي بانصاف الحلول تشرع ابوابها صوب الغد والضوء متجاوز كل الصيغ الاجتماعية التى تهمشها وتلغيها وتقزمها .


لذا علينا ان نشيد بتلك الاختيارات وان نتوقف امامها كثيرا بالعرض والتحليل والتأمل لانها مسارات الى فهم القادم من حياتنا وحياة المراة ليس على الصعيد المحلي بل الى الفضاء العالمي الرحب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى