كان – عبد الستار ناجي
تعود المخرج الاميركي جيمس غراي ان يحط رحاله في مدينة كان ومهرجانها السينمائي الدولي حيث تم تعميده عبر مجموعة من الإنتاجات السينمائية التي رسخت حضوره وأكدت بصمته ومن أبرز الأعمال التي عرضت له في كان نشير الى افلام – الاوديسا الصغيرة – و ذا ياردز – و- نحن نمتلك ليالينا – وغيرها وصولا الى فيلمه الجديد – ارماجيدون تايم – والارماجيدون حسب المصطلح التوراتي هي المعركة الكبرى . وهنا نحن أمام مفهوم أكبر للمعركة الكبرى التي تتمثل برحيل احد اكبر افراد الاسرة .
ودعونا نذهب الى الفيلم الذي كتبه واخرجه جيمس غراي معتمدا على ذاكرته الاسرية مؤكدا على اهمية ودور الاسرة ككيان وقوة ومستقبل . من خلال ذاكرة الطفل ( جيرمي سترونج ) الذى يعيش في كنف والده ووالدته ويدرس في مدرسة عامة تجعله يقترب كثيرا من صبي اسود تنشأ بينها علاقة ود وصداقة عالية تتحفظ عليها الاسرة لذا تقوم بنقله الى مدرسة خاصة الى جوار شقيقة ولكن العلاقة مع الصبي الاسود لا تتوقف يجمعهما احلام مشتركة هو بالتحاقة بالفنون الجميلة والصبي الاسمر لان يصبح رائد فضاء .
ومن اجل تحقيق ذلك الحلم والهروب من الاسرة يقرر الصبي سرقة احد اجهزة الكمبيوتر من مدرسة بمشاركة صديقة الاسمر والهروب الى فلوريدا . الا ان الشرطة تلقي القبض عليهما اثناء بيع الجهاز .في تلك اللحظات الحاسمة يعترف الصبي الاسود بانه من قام بالسرقة من اجل حماية صديقة الابيض فيلما يحاول الصبي تبرءه صديقه ولكن علاقة والد الصبي مع احد رجال الشرطة تعمل على اخراجه من الحبس فيما يتم الحكم علي الصبي الاسود .كل ذلك على خلفية الحالة الصحية التى راحت تتردي للجد ( انتوني هوبكنز ) الذى قدم كعادته اداء استثناء عميق وثري ومؤثر . وايضا علاقته مع والدته ( انى هاثوي ) ووالده القاسي الصارم المتوتر .
فيلم بسيط وحكاية تقليدي هادئة تظل تعزف على اوتار الاحتفاء بالاسرة واهميتها كونها تمثل القوة والدعم والاسناد لتحقيق الطموح والهدف . حتى لو كان ذلك علي حساب المصالح والعلاقات الانسانية التى انهارت امام رغبة الاهل تاره من خلال الامر لالنتقال الى مدرسة جديدة واخري بالتضحية بالصديق فقط لانه ملون .
سينما جيمس غراي الانسان حاضر اساسي به والاسرة تظل شاخصه ونابضه بالحياة ومتناقضاتها المها .
سينما ثرية رغم البساطة .. هكذا هي سينما جيمس غراي .