بين مشاعر التأثر والأمل.. الحوز يضمد جراحه
أحيى المد التضامني الأصيل، الذي طفا على السطح مباشرة بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، الأمل لدى ساكنة القرى المتضررة، والتي هرعت نحوها فرق الإغاثة وفي الوقت نفسه وسائل لوجستية ضخمة.
ففي الجماعة القروية ثلاث نيعقوب، وهي إحدى المناطق الأكثر تضررا من الزلزال، بذلت فرق البحث والإنقاذ جهودا حثيثة يوم السبت الماضي لمساعدة الأشخاص المنكوبين.
ولم يخف الناجون، ومعظمهم من الدواوير المعزولة، الذين لا يزالون تحت وقع الصدمة، مشاعر الامتنان تجاه وحدات التدخل المنتشرة على وجه الخصوص من قبل القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والدرك الملكي.
#MapImage
— Agence MAP (@MAP_Information) September 12, 2023
مختلف المصالح المتدخلة تهب لإغاثة ضحايا زلزال الحوز pic.twitter.com/fFN1pVk4Ao
يقول أحمد، الذي أصيب بجروح خلال الزلزال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “يعجز لساني عن التعبير حيال الدعم الذي تقدمه عناصر الإنقاذ الذين يقومون بعمل جبار في منطقة جبلية يصعب الولوج إليها”، معربا عن امتنانه العميق للعناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للساكنة المتضررة.
اقليم الحوز-مروحيات AS330 Puma وCH-47 شينوك تؤمن الامدادات جوا لفائدة الساكنة المتضررة جراء الزلزال. pic.twitter.com/8786MxY8xC
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) September 12, 2023
أما حادة، وهي ناجية أخرى تنحدر من دوار تاوريرت السفلى، فأشارت، من جهتها، إلى أنه تم إنقاذها ووضعها تحت إشراف الفرق الطبية التابعة للقوات المسلحة الملكية، بعدما “وجدت نفسها عالقة تحت الأنقاض في منتصف الليل”.
وأشادت، في هذا الاتجاه، بتضافر جهود المتدخلين والمتطوعين الذين سهلوا عملية إنقاذ ومساعدة الأشخاص المحتاجين لذلك.
ورزازات.. زخم تضامني كبير مع المتضررين من الزلزال pic.twitter.com/LTXQjDne6k
— Agence MAP (@MAP_Information) September 11, 2023
وفي مكان قريب، تم نصب عشرات الخيام لإيواء العائلات التي تضررت منازلها بسبب الزلزال، فيما يتواصل تدفق المساعدات و الأغطية والمواد الغذائية لتلبية احتياجات السكان.
ويجري العمل الذي يتم تنفيذه على الميدان من قبل مختلف المتدخلين وفق مقاربة تعتمد القرب بهاجس إنقاذ وتقديم المساعدة بشكل فعال ودون تأخير لأولئك الذين هم في أمس الحاجة لها.
ايجوكاك-تواصل عمليات الاغاثة جوا بالمناطق المتضررة من الزلزال. pic.twitter.com/3QxcRDINcn
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) September 12, 2023
ويعد نشر طائرات الاستطلاع بدون طيار التابعة للقوات المسلحة الملكية في المناطق المتضررة مثالا واضحا في هذا الصدد.
بدورهم، انخرط مهنيو الصحة المتطوعون في هذه الدينامية، كما يشهد على ذلك الحضور اللافت للعديد من الأطباء والفاعلين المنتظمين في إطار الجمعية الوطنية لأرباب سيارات الإسعاف ونقل الأموات.
اقليم الحوز-اسقاط جوي للمساعدات عبر مروحية شينوك تابعة للقوات الملكية الجوية بالمناطق المعزولة. pic.twitter.com/pW08jKAS7l
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) September 12, 2023
وقال رئيس هذه الجمعية، محمد خنتر، في تصريح مماثل، إن “جمعيتنا عبّأت عددا من سيارات الإسعاف فضلا عن أطباء وممرضين متطوعين الذين يقدمون المساعدة للمصابين، وذلك بتنسيق مع السلطات المختصة”، مبرزا أن مئات الجرحى والناجين استفادوا من العلاجات المقدمة من طرف فرق المتطوعين، التي تعمل يدا في يد مع مختلف فرق التدخل ورجال الإنقاذ الأجانب، الذين بدؤوا في الانتشار بالمناطق المتضررة.
اقليم الحوز-اخلاء الجرحى والمصابين جوا في عمليات اغاثة مشتركة لمختلف الوحدات. pic.twitter.com/f5XliVwrEe
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) September 12, 2023
وأعرب إيغور سيمونوف، من فريق البحث والإنقاذ في الوسط الحضري بمدريد، عن إعجابه الكبير باحترافية الفرق المغربية من أجل إنقاذ وإجلاء والتكفل بالجرحى.
وقال سيمونوف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لقد جئنا لدعم الفرق المحلية التي تعبأت منذ الساعات الأولى وأذهلتنا بمستوى احترافيتها”.
أفراد القوات المسلحة الملكية أثناء تنفيذ عمليات تدخل واغاثة بوسط جبلي معقد. pic.twitter.com/RKKEmdBsRW
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) September 11, 2023
ويقود هذا المنقذ الإسباني فريقا متخصصا في عمليات البحث والإنقاذ بجماعة ثلاث نيعقوب (100 كلم عن مراكش)، على بعد عشرة كلمترات فقط من إيغيل، مركز الزلزال القوي. كما أعرب عن ترحيبه بـ”التفاهم الكبير” و”جو الثقة” السائد بين فرق الإغاثة المغربية والإسبانية في الميدان.
امزميز – القوات المسلحة الملكية توزع مساعدات على الساكنة المتضررة من الزلزال. pic.twitter.com/cZkQgCtejd
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) September 11, 2023
وكان الملك محمد السادس، قد ترأس مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، السبت الماضي بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لبحث الوضع في أعقاب الزلزال المؤلم، الذي وقع يوم الجمعة 8 شتنبر، والذي خلّف خسائر بشرية كبيرة ومادية في العديد من جهات المملكة.
ايصال المساعدات جوا عبر مروحيات القوات الملكية الجوية إلى الساكنة المتضررة جراء الزلزال. pic.twitter.com/zzYU36mbfP
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) September 11, 2023
وفي هذا الصدد، استعرض المسؤولون الحاضرون بين يدي صاحب الجلالة، آخر التطورات التي تعرفها العمالات والأقاليم المتضررة، لاسيما على مستوى بعض المناطق التي تعذّر الوصول إليها ليلا، والتي لم يتم تحديد الوضع القائم بها، والشروع في عمليات الإنقاذ إلا عند مطلع النهار.
عملية توزيع المساعدات جوا عبر مروحيات القوات الملكية الجوية للمناطق التي يصعب وصولها برا. pic.twitter.com/V3MncQKmPQ
— Royal Moroccan Armed Forces (@MoroccanArmed) September 11, 2023
وخلال هذه الجلسة، رفع المسؤولون الحاضرون للعناية الملكية السامية تفاصيل الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل التعامل السريع مع هذه الكارثة الطبيعية الكبرى.