الشامة السرطانية.. كيف تميزها قبل فوات الأوان؟

تُعد الشامات جزءًا طبيعيًا من الجلد، ويملك معظم الناس العشرات منها دون أي مشكلات صحية. ولكن في بعض الحالات، قد تتحول الشامة العادية إلى شامة سرطانية، مما يشير إلى خطر الإصابة بسرطان الجلد، وأبرز أنواعه الميلانوما، وهو أحد أخطر أنواع السرطانات الجلدية. التشخيص المبكر يمكن أن يكون الفرق بين العلاج الفعّال والمضاعفات الخطيرة، لذا من الضروري معرفة العلامات التي قد تشير إلى تحول الشامة إلى شكل خطير.
الشامات هي تجمعات صغيرة من الخلايا الصبغية التي تنمو على سطح الجلد، وعادة ما تكون بنية اللون أو سوداء، ويمكن أن تظهر في أي مكان على الجسم. في العادة، تكون الشامات غير ضارة، ولكن التعرض المفرط للشمس، والعوامل الوراثية، وضعف جهاز المناعة يمكن أن يؤدي إلى تغيرات غير طبيعية في الشامات، مما يجعلها عرضة لأن تصبح سرطانية.
كيف يمكنك تشخيص الشامة السرطانية؟
الشامة العادية تكون عادةً مستديرة أو بيضاوية، بحدود واضحة، ولون موحد، وحجم صغير لا يتجاوز 6 ملم. لكن عند ظهور تغيرات غير طبيعية، يجب الانتباه إلى مجموعة من العلامات التحذيرية. هناك قاعدة طبية تُعرف بـ ABCDE تساعد في تحديد ما إذا كانت الشامة قد تكون سرطانية:
- A – عدم التناسق (Asymmetry):
إذا قمت بطي الشامة إلى نصفين، يجب أن يكون الشكل متماثلًا. الشامات السرطانية غالبًا تكون غير متناسقة، حيث يكون أحد الجانبين مختلفًا عن الآخر. - B – الحدود (Border):
الشامات الطبيعية لها حدود واضحة ومستقيمة، أما الشامة السرطانية فقد تكون حدودها غير منتظمة، غير واضحة، أو مسننة. - C – اللون (Color):
الشامة الطبيعية تكون ذات لون موحد، سواء كان بنيًا أو أسود. إذا لاحظت أن الشامة تحتوي على عدة ألوان مثل الأحمر، الأزرق، الأبيض، أو الأرجواني، فقد تكون علامة خطر. - D – القطر (Diameter):
أي شامة يزيد قطرها عن 6 ملم (بحجم ممحاة قلم الرصاص) قد تستدعي القلق، خاصة إذا كانت تنمو بسرعة. - E – التطور (Evolving):
الشامات الطبيعية تبقى كما هي دون تغير، أما الشامات السرطانية فقد تنمو، تتغير في اللون أو الشكل، أو تبدأ في الحكة أو النزيف.
أعراض إضافية قد تدل على خطر الإصابة بسرطان الجلد
إلى جانب قاعدة ABCDE، هناك بعض الأعراض الأخرى التي قد تدل على أن الشامة أصبحت خطيرة، ومنها:
- الشعور بالحكة أو الألم المستمر في الشامة.
- نزيف أو تقشر في سطح الشامة دون سبب واضح.
- ظهور شامات جديدة بعد سن الثلاثين.
- زيادة مفاجئة في حجم الشامة خلال فترة قصيرة.
- تغير في ملمس الشامة، مثل أن تصبح خشنة أو بارزة.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالشامة السرطانية
بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد نتيجة لمجموعة من العوامل، ومنها:
- التعرض المفرط لأشعة الشمس، خاصة بدون استخدام واقٍ شمسي.
- التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الجلد.
- البشرة الفاتحة التي تحترق بسهولة تحت الشمس.
- وجود عدد كبير من الشامات على الجسم (أكثر من 50 شامة).
- استخدام أجهزة التسمير الصناعي (مثل أجهزة التان).
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا لاحظت أي تغيرات في الشامات لديك، فمن الأفضل مراجعة طبيب الأمراض الجلدية لإجراء فحص شامل. قد يطلب الطبيب إجراء خزعة جلدية، حيث يتم أخذ عينة من الشامة وتحليلها في المختبر لتحديد ما إذا كانت خلايا سرطانية.
الوقاية هي المفتاح
على الرغم من أن بعض العوامل الوراثية تلعب دورًا في الإصابة بسرطان الجلد، إلا أن الوقاية تبقى أفضل الحلول. يمكنك تقليل خطر الإصابة بالشامات السرطانية عن طريق:
- استخدام واقي الشمس يوميًا بعامل حماية لا يقل عن 30.
- ارتداء الملابس الواقية من الشمس، مثل القبعات والنظارات الشمسية.
- تجنب التعرض الطويل لأشعة الشمس في فترات الذروة (بين الساعة 10 صباحًا و4 عصرًا).
- مراقبة الشامات بانتظام وإجراء فحوصات دورية عند الطبيب.
انتبه لجسمك، فقد ينقذك ذلك من مخاطر كبيرة
تشخيص الشامة السرطانية مبكرًا يمكن أن يُحدث فرقًا هائل