ثقافة

فيلم بروكر.. السينما على طريقة الياباني كوري هيدا هيروكازو

كان – عبد الستار ناجي


يمتلك المخرج الياباني مسيرة عامرة بالانجازات المقرونة بالجوائز والتكريمات العالية المستوى . مبدع سينمائي حقيقي من مواليد 1962 وهو من الجيل الثالث في السينما اليابانية العرقية التي قدمت الكثير من الاسماء ومن بينها اكيرا كيروساوا وناجيزا اوشيما وشوهي ايمامورا وغيرهم وصلا الى كوري هيدا هيركازا الذى طرز رحلته السينمائية بكثير من الخصب والابداع ونشير الى عدد من اعماله ومنها على صعيد الذكر لا الحصر افلام – بعد الحياة – و – ولا احد يعرف – و – وانا اتمني – و – الابن على نهج ابيه – و – بعد العاصفة – و – الجريمة الثالثة – و- فضيحة عائلية – وغيرها .


وهو هنا في فيلمه الجديد – بروكر – السمسار – يذهب بنا الى حكاية بسيطة ولكنها مركبة وذات دلالات تدعو الى الحوار . خصوص ونحن نتابع حكاية طفل رضيع تم وضعه في احد الصناديق لرعاية الاطفال في تلك الليلة الممطرة يقوم السكرتيرا المشرف علي الصندوق باخذ الطفل معهما الى منزلهما بدلا من تسليمة الى دور رعاية الاطفال .
المفاجاة حينما تعود والدة الطفل في اليوم الثاني للبحث عن طفلها الذى تركته في الصندوق ووضعت في بطانيته جملة تقول بها ساعود اليك .وحينما تعود لا تعثر عليه لذا تبلغ الشرطة عن طفلها المفقود .


في الخط الاخر يقوم السكرتيران بالبحث عن ابوين يقومان بشراء هذا الطفل وتبنية لذا يقومان برحلة في عدد من المدن اليابانية وتراقب الشرطة تحركاتهما وحينما لا يجدان من يتبني ويدفع ويهلكهما الاعياء والسفر تقرر الام الحقيقية ان تنظم اليهما بعد ان تعرف على نفسها وهي تريد من يرعي طفلها بعد ان اعترفت بانها اغتالت والده الغير مسؤول وهي وحدها لا تسطيع تحمل تبعيات ومسؤوليات هذا الطفل الرضيع وهي صغيرة لا تعرف شي في الحياة .


وتمضي الايام بين مراقبة الشرطة وتحقيقاتهم في البحث عن القاتل تارة والطفل المفقود تاره اخري والثنائي الذى اخذ الطفل الى حياة تلك الرحلة الى اليابان وكان الفيلم يقول بان شباب اليابان اليوم غير قادرين على تحمل المسؤوليات او تكوين اسرة حقيقية .


رحلة تقود الثلاثي السكرتيران وام الطفل ومعهم طفل خفيف الظل هو ابن احد السكرتيرية في رحلة تقودهم وعبر كم من المفارقات الى كم من الحكايات ومن بينها الالتقاء مع عدد من طالبين التبني حيث تتحرك بورصة سعر شراء الطفل من منطقة الى اخر ونكاد نشاهد ذات الزوجين الذين يريدان تبني الطفل . وايضا حكايات الشرطة وتداخل اختصاصاتهم .


سخرية عالية تلك التى راح يشتغل عليها هيروكازو عبر كوميديا يابانية مقرونه بالموقف دائما عبر ارتجالات السكرتير الذى جسده سونج كنج هو . الذي يمتلك حضورا سينمائي ومقدرة رفيعة على تقديم الشخصية والمراحل والتحولات والرحلة المتبعة وتعاملة مع الطفل الرضيع طيلة الرحلة .


كوري هيدا هيروكازو قام بكتابة السيناريو وتعمد الرحلة من اجل الانتقال في اللانحاء اليابانية والمدن والنواحي ولكن الاهم هو حكاية الطفل الذي يبحث عن من يتباه والام الباحثه عن مستقبل لابنها وكم اخر من الحكايات المتداخلة التى تجعلنا امام تحليل ذكي ساخر في دهاليز المجتمع الياباني الحديث .


سينما شاغلها الانسان ومستقبله عبر حكاية طفل يبحث عن ابن يتبناه ..
انها سينما المبدع الياباني كوري هيدا هيروكازو.


.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى