أوروبا

ما سبب توتر العلاقات بين فرنسا وألمانيا؟

قررت كل من ألمانيا وفرنسا تأجيل الاجتماع الدوري رفيع المستوى الذي كان مقررا هذا الشهر، إلى غاية شهر كانون الثاني/يناير المقبل، ما يعطي إشارة عن توتر العلاقات مزايد بين أكبر اقتصادات أوروبا لعدة أسباب.

وأعلنت وسائل الإعلام الفرنسية هذا اليوم الخميس أن التوتر بين برلين وباريس يأتي بسبب أجندات الوزراء المشاركين في هذا الاجتماع المهم، في المقابل يرى المراقبون للشأن الأوروبي بأن ذلك عبارة عن حجج فقط.

غضب بريلن من باريس

ألمانيا تقول إنها في حاجة للمزيد من الوقت لإيجاد أرضية مشتركة مع فرنسا في عدد من الملفات أهمها مصادر وإدارة وأسعار الطاقة الذي تعاني منه القارة العجوز منذ بدء الغزو الروسي لأكرانيا نهاية شهر فبراير شباط من العام 2022.

التأجيل حسبب المحللين يأتي أيضا بسبب رفض ألمانيا التي تعتمد على الغاز في صناعاتها على مقترح فرنسا بشأن وضع سقف لأسعار الغاز والكهرباء في دول التكتل.

موقف ألمانيا تدعمه كذلك كل من هولندا والدنمارك، التي ترى على غرار برلين أن تخفيض الأسعار اصطناعيا من شأنه أن يضر بهدف الاقتصاد في استخدام الطاقة ويدفع إلى مزيد من الاستهلاك، كما أنه سيدفع المنتجين إلى بيع غازهم في مكان آخر، ما سيؤثر بشكل سلبي على الإنتاج الأوروبي. 

التقارير الإعلامية تطرقت أيضا إلى غضب برلين من باريس بسبب عدم رضاها عن عدم تقديم الحكومة الفرنسية للدعم الكافي لألمانيا خلال محاولتها إحياء مشروع غاز ميدكات لخطوط الأنابيب الرابطة بين البرتغال وإسبانيا مرورا بفرنسا ثم إلى ألمانيا.

غضب فرنسا من ألمانيا

من جهتها أبدت فرنسا عدم رضاها عن قرار ألمانيا ضح حوالي 200 مليار يورو في اقتصادها بهدف المساعدة في التخفيف من ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا.

قرار ألمانيا أغضب فرنسا التي عبرت أنه كان على الحكومة الألمانية أن تستشير مع حلفاءها بخصوص هذه المدفوعات الضخمة التي من شأنها أن تتسبب في فوضى عارمة في السوق الداخلية.

كما ترى فرنسا أن ألمانيا تغرد بشكل منفرد خارج سرب الاتحاد الأوروبي وتقوم بحل مشاكلها دون إعطاء أهمية لأوروبا.

ملف آخر أغضب فرنسا من ألمانيا يتعلق بنظام القتال الجوي المستقبلي الذي أعلنت عنه بريلن بمعية 13 دولة أخرى من حلف شمال الأطلسي خلال الأسبوع الفائت، وشراء نظام دفاعي جوي موحد من صنع ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، في المقابل تطور فرنسا وإيطاليا نظاما دفاعيا مشتركا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى