العالمصحة و جمال

ما سبب حظر الصحة النفسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خدمات الرعاية الصحية؟

أصدرت شركة الاستشارات العقارية العالمية نايت فرانك أحدث تقاريرها حول الصحة النفسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تُعرّف منظمة الصحة العالمية مفهوم الصحة النفسية على أنه حالة من العافية التي تُمكّن الناس من تحمّل ضغوط الحياة وتحقيق طموحاتهم والتعلم الجيد والعمل بطريقة فعّالة والمساهمة في المجتمع.

يسبر التقرير أغوار هذا الموضوع في منطقة الشرق الأوسط، وتبدأ المناقشة بدراسة حالة العمل في مرافق الرعاية الصحية النفسية في كل من الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية.

قال شهزاد جمال، شريك ورئيس قسم الرعاية الصحية والتعليم في الشرق الأوسط: “تعتبر الصحة النفسية حالة طبية خطيرة، لكن المجتمع بشكلٍ عام لم يتعامل معها بجدية. فالمجتمع يفضل عمومًا عدم الخوض في موضوع الصحة النفسية، وسيعتبرها مرحلة عابرة أو قد يلوم الشخص الذي يعاني بأنه بعيد عن العائلة أو العقيدة أو القيم الثقافية، ومن هنا تبلورت هذه الحالة. في الواقع، يحتاج مجال الرعاية الصحية إلى أن يُؤخذ جدّيا بعين الاعتبار لأنه يؤثر على رفاهية الفرد والمجتمع ككل.

تتمثل العلامات الأكثر شيوعًا لحالات الصحة النفسية السيئة في الآلام غير المبررة في الجسم، والعزلة الاجتماعية، والافتقاد إلى الطاقة، والإفراط في النوم، والقلق، وهذه العلامات تعتبر أعراضًا خفيفة إلى معتدلة. بينما تشمل الأعراض المعتدلة إلى الحادة تقلبات مزاجية شديدة، والعجز عن أداء الأنشطة اليومية، ويمكن أن تزيد حدّتها لتسبّب الميل إلى إيذاء النفس وتعاطي المخدرات”.

سلط البحث أيضًا الضوء على تأثير وباء كوفيد-19 على الصحة النفسية من خلال زيادة الإجهاد والعزلة الاجتماعية نتيجة إغلاق الطوارئ وانعدام الأمن الوظيفي وغير ذلك، فجائحة كوفيد-19 والعزلة الذاتية المفروضة التي رافقتها أثرت على الصحة النفسية لكثيرٍ من الناس. وقد بدأت الحكومات والمنظمات غير الحكومية ومقدمو خدمات الرعاية الصحية في تثقيف الجمهور بخصوص الصحة النفسية، مما أدى إلى زيادة الوعي وساعد جزئيًا في التخلي عن وصمة العار المرتبطة بهذه الحالة، لكن لا يزال هناك الكثير مما يجب فعله لإصلاح هذا الوضع.

يقول الدكتور جيريش كومار، شريك مساعد – قسم الخدمات الاستشارية للرعاية الصحية: “واجهت الجالية الأجنبية في الشرق الأوسط مستويات عالية من الإجهاد أثناء الجائحة نتيجة العديد من العوامل مثل فقدان الوظائف الذي أجبر الناس على الانتقال. وشهدت مدن مثل دبي فقدان قوتها العاملة بنسبة 10%، بينما وصلت هذه النسبة إلى 7% في أبو ظبي.

حتى في المملكة المتحدة التي تحظى بنظام قوي للرعاية الاجتماعية، عانى 69% من البالغين من بعض أشكال القلق بسبب تأثير الوباء على حياتهم، حسب ما ذكرته الكلية الملكية للأطباء النفسيين، والتي تعتقد أيضًا أن انجلترا تعيش في خضم أزمة للصحة النفسية. وتشمل عوامل تأثير الجائحة زيادة أعباء العمل، وانعدام التقدير، والخوف من التعرض للفيروس، وفقدان الدخل أو العمل، وغير ذلك”.

في هذا الصدد، اتخذت كل من حكومة الإمارات العربية المتحدة وحكومة المملكة العربية السعودية تدابير ترمي إلى دعم الذين تأثرت صحتهم النفسية بسبب ظروف كوفيد-19، وشملت هذه التدابير مثلًا اللقاحات وخيارات الرعاية الصحية عن بُعد وحملات التوعية وتسهيلات في الدفع لمرافق الصحة النفسية.

ولخص شهزاد: “لقد تأملت فرقنا للرعاية الصحية في الشرق الأوسط والمملكة المتحدة مليا الوضع في مناطق جغرافية من المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وغطت موضوعات رئيسية من بينها حالة عمل مرافق الصحة النفسية في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وكيف تطور القطاع في هذين البلدين، ومقارنته مع المملكة المتحدة، ومستقبل قطاع الصحة النفسية في المنطقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى