ثقافة

أيام الشارقة المسرحية تكرم الفنانين الكويتي جاسم النبهان والإماراتي بلال عبد الله

الكويت – عبدالستار ناجي

فاز الفنان الكويتي القدير جاسم النبهان (مواليد 1944) بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها الخامسة عشرة، تثميناً لمساره الإبداعي الثر، الذي اتسم بالمثابرة والتمرس والجديَّة، وتقديراً لرسالته الفنيَّة الراقية التي عكستها عروضه المسرحيَّة والتلفزيونيَّة والإذاعيَّة خلال أكثر من خمسة عقود. 

وتأسّست جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سنة 2007، وتمنح لأصحاب التجارب المسرحيَّة العربيَّة الرائدة والمتميزة.

 وقال أحمد بورحيمة، مدير أيام الشارقة المسرحيَّة: «قدم الفنان القدير جاسم النبهان أعمالاً مسرحيَّة هادفةً في مضامينها وثريَّة في أساليبها، أحبّها جمهور المسرح المتنوع، وتفاعل مع نهجها في تناول قضايا المجتمع، وهموم الناس، بالفكر المتنور والحس الراشد والشكل الفني الممتع والجاذب لكل الفئات».

وأضاف بورحيمة: «رسخ النبهان بالصبر والاجتهاد والإيمان بالذات تجربة إبداعيَّة فريدة، تكاملت فيها خبراته التمثيليَّة والإخراجيَّة، ومثلت همزة وصل لأجيال من فناني دولة الكويت الشقيقة، ونبارك له الفوز المستحق بهذه الجائزة، متمنين له دوام التوفيق».

ويتسلم النبهان الجائزة في حفل افتتاح الدورة 31 من أيام الشارقة المسرحيَّة، التي تنظَّم في شهر مارس المقبل. 

والنبهان هو ممثل ومخرج مسرحي وتلفزيوني رائد، تعلم التمثيل في المعهد المسرحي الذي أسسه الفنان المصري الراحل زكي طليمات في الكويت، مطلع ستينيات القرن الماضي، وانتسب إلى فرقة المسرح الشعبي في الكويت سنة 1964، وأول مشاركة تمثيليَّة له مع الفرقة كانت في مسرحيَّة «الجنون فنون» من تأليف عبد الرحمن الضويحي، إخراج خالد الصقعبي، ثم شارك في مسرحيَّة «يمهل ولا يهمل» (1966) التي كتبها صالح موسى وأخرجها عبد الرحمن الضويحي. 

ويرد النبهان شهرته كممثل إلى بطولته مسرحيَّة «العلامة هدهد» سنة 1970 من تأليف صالح موسى، إخراج إبراهيم الصلال. 

وفي الفترة 1979 – 1982 توجه النبهان إلى الإخراج المسرحي، حيث قدم على التوالي مسرحيَّة «العاجل يقول أنا»، تأليف فوزي الغريب، ثم مسرحيَّة «3 في 3»، تأليف رضا علي حسين، و«زوجة من سوق المناخ»، تأليف إبراهيم العواد. 

وخاض خلال عقد الثمانينيات جملة من التجارب التمثيليَّة في ما يعرف بـ “المسرح الخاص”، لاسيما مع فرقة المسرح الكوميدي الكويتي، في أعمال مثل «دقت الساعة»، و«حامي الديار» تأليف مشترك لسعد الفرج وعبد الأمير التركي، وإخراج الأخير. 

كما شارك النبهان بالتمثيل في أعمال مسرحيَّة وجدت رواجاً عربياً خلال فترة السبعينيات، وهي من إخراج بعض أساتذة معهد الكويت المسرحي، مثل سعد أردش الذي قدمه في مسرحيَّة «رسائل قاضي إشبيلية» (1975)، وكذلك المخرج أحمد عبد الحليم الذي عهد إليه بدور أساسي في مسرحيَّة “مغامرة المملوك الجابر” (1976) التي يعدها النبهان من أهم تجاربه الأدائيَّة. 

وفي سنة 2009 شارك النبهان بالتمثيل إلى جانب 25 ممثلاً وممثلة من ثقافات متعددة، في مسرحيَّة «ريتشادر الثالث.. مأساة معربة” للمخرج الكويتي سليمان البسام، التي عرضت في بلدان عربيَّة وغربيَّة عدة، ومن بين أحدث العروض التي شارك فيها بالتمثيل مسرحيَّة «دربج خضر» (2018)، من تأليف وإخراج خالد الراشد.

.. وأيام الشارقة المسرحيَّة تكرم الفنان بلال عبد الله 

على صعيد متصل، اختارت اللجنة العليا المنظمة لـ «أيام الشارقة المسرحيَّة» الفنان بلال عبد الله “الشخصيَّة المحليَّة المكرمة” في الدورة الحادية والثلاثين للتظاهرة التي تنظم في شهر مارس المقبل، وذلك تقديراً لمجمل ما قدمه من عطاء فني طيلة العقود الثلاثة الماضية، واحتفاءً خاصاً بحضوره المبدع والمتجدد في التمثيل المسرحي. 

وبلال من مواليد مدينة دبي (1966)، وهو ممثل ومخرج ومؤلف في المسرح والإذاعة والتلفزيون، وقد برز للمرة الأولى في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وأول مشاركة تمثيليَّة رسميَّة له جاءت عبر دور محدود في مسرحيَّة “المخدوع” (1987) من تأليف عيسى سلطان لوتاه، وأعدها للمسرح ضاعن جمعة، وأخرجها أحمد الأنصاري، وقدمت في الدورة الثانية من مهرجان المسرح الخليجي للشباب، الذي أقيم في الشارقة، وفي سنة 1988 فاز بأول جائزة له عن مشاركته بالتمثيل في مسرحيَّة “أغنية الأخرس” من تأليف وإخراج حبيب غلوم، التي قدمت في الدورة الثالثة من المهرجان ذاته.

ثم توجه بلال إلى مسرح الطفل، وظهر إلى جانب مجموعة من الممثلين البارزين خلال تلك الفترة في مسرحيَّة “بطوط الشجاع” (1989) من تأليف علي الشرقاوي، وإخراج حسن رجب، وإنتاج مسرح الشارقة الوطني.  

 سنة 1992 سجل بلال حضوراً متميزاً في مسرحيَّة “جميلة” من تأليف وإخراج جمال مطر، وفاز سنة 1998 بجائزة التمثيل عن دوره في مسرحيَّة “عرسان عرايس”، من تأليف وإخراج عمر غباش، حين قدمت في الدورة الثامنة لأيام الشارقة المسرحيَّة.

 في السنوات التالية توالت تجاربه التمثيليَّة عبر مجموعة واسعة من العروض المسرحيَّة، للكبار والصغار، ثم توج بجائزة التمثيل (دور ثان) في أيام الشارقة المسرحيَّة، حين شارك سنة (2001) في مسرحية «بيت القصيد» تأليف عبد الله صالح وإخراج أحمد الإنصاري، وفاز بجائزة التمثيل (دور أول) في المهرجان ذاته سنة (2005) عن دوره  في مسرحيَّة “تخاريف حصان”، من تأليف وإخراج الكويتي ناصر كرماني.

وفي العقدين الأخيرين، شارك بلال بالتمثيل في عدد من العروض المسرحيَّة التي قدمت في أيام الشارقة المسرحيَّة، مثل “قرموشة” (2011) من إخراج أحمد الأنصاري، و”مساء الورد” (2013) للمخرج العراقي محمود أبو العباس. 

أما على صعيد الإخراج فكانت مسرحيَّة “لا حيلة” (2008) تأليف سعيد إسماعيل، أولى تجاربه، ثم “الجنرال بلول” (2010)، و”وين الشنطة” (2012) التي قدمها في السعوديَّة، وكذلك مسرحيَّة “جني وعطبة” (2017) التي قدمها في سلطنة عمان، وهذه المسرحيات الثلاث الأخيرة من نوع المسرح الجماهيري. 

وفي مجال التأليف صدرت لبلال مجموعة نصوص مسرحيَّة موجهة للأطفال، وجاءت تحت عنوان «أحلام الزهور» من منشورات دائرة الثقافة في الشارقة (2014). 

 ويكرّم بلال في حفل افتتاح أيام الشارقة المسرحيَّة، وتعقد ندوة حول مسيرته مع التمثيل، كما سيصدر كتاب يعكس جانباً من سيرته مع المسرح، ويتضمن شهادات لمعاصريه من المسرحيين المحليين والعرب حول تجربته الفنيَّة المستمرة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى