ثقافة

الفيلم الكرتوني دنيا وأميرة حلب.. العزف على مقام الحنين

جدة – عبد الستار ناجي


تحمل المخرجة والرسامة والكتابة مايا ظريف الوطن ( سورية ) متمثلا بمدينة ( حلب ) علي ظهرها وهي تمضي في رحلتها للحياة والغد . وحينما تقدم لنا الفيلم الكارتوني – دنيا واميرة حلب – فانها تستحضر كل حكايات الوطن والجيرة والحي والموزاييك الانساني والاثني والثقافي الذى راح يحيط بها ويشكل ذاكرتها ايام طفولتها المبكرة .


انه ليس مجرد فيلم تذهب الية وحينما تخرج يذهب الى النسيان بل هو معزوفه موسيقية تأتى على مقام النوستاليجا لبظل الوطن نبضا وخلودا ولحنا لا ينسي نورثه جيل بعد اخر .
فيلم – دنيا واميرة حلب – ليس ايضا مجرد حكاية عن طفلة سورية او حلبية بمعني ادق مهاجرة عصفت بها الحرف لتمضي مع اسرتها الى عوالم الغربة القدرية . انها حكاية وطن وامة وشعب وتاريخ مؤشي بالحنيا ومزخرف بالقصائد تارة وبالالحان تارات اخري وبحكايات الجدات ورائحة التوابل والاطياب والحلويات الحلبية ..
فيلم – دنيا اميرة حلب – عن ويلات الحرب التى مزقت ذلك البلد وعصفت بمدينة حلب وفرقت الاهل والاحبة وحينما قرروا الرحين تركوا كل شي خلفهم وزرعوا الوطن وحكاياته وقصائده بين ظلوعهم لتظل تلهج بها الالسن .
صنعة عالية المستوى على صعيد الانتاج الكارتوني مع كبريات الشركات الانتاجية الكندية المتخصصة في صناعة الانتاج الكارتوني المحجل بالذكريات والمنقوش بالاغاني والاصوات والاداء وايضا التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية لمدينة حلب وتاريخها الضارب في عمق التاريخ والزمن .
الثنائي ماريا ظريف وواندرية قاضي يذهبا الى عالم الاطفال والطفوله من اجل استعاده حكاية مرحلة هامة من تاريخ مدينة حلب التى عصفت بها رياح الحرب لتحول الجميع الى شظايا تطاريت في بقاع المعمورة وظلت قلوبهم معلقة في انحاء تلك المدينة .
انها ليست حكاية دنيا وجدها وجدتها او حكاية الجار العطار والجارة بل هي هي حكاية ذلك الموزاييك الاجتماعي الذي يظل يمثل معادلة نادرة لا يمكن لها ان تجمتع وتتجانس الا في مدينة مثل حلب بسعتها وعمقها وتداخلها .
فيلم عن مدينة ووطن عبر استحضار لتلك الرحلة القدرية التى قادت الطفلة دنيا من تحت انقاض حرب اهلية طاحنة الى كندا كما قادت الكثير الى بقاع ومدن العالم في قارات العالم الخمس .


كتابة رشيقة وستحضار للتاريخ والمورث بلا تكلف وبلا اقحام او زيف . هكذا كنا وهكذا صرنا بعد ان اندلعت الحرب بكل شرورها واضغانها ..
في فيلم – دنيا واميرة حلب – تظل طيلة الوقت وان تشاهد تغني وتتاملم وتبكي وتفرح وتستدعي التاريخ وكانك امام موسوعه شرعت على مدينة حلب بكافة تفاصليها وجزءياتها الدقيقة .
ويبقي ان نقول .


فيلم – دنيا واميرة حلب – حينما يحترم المبدع مدينته وقضيته وارثه الانساني والاجتماعي والثقافي عندها تخرج من الصالة وان تهمس .. انا على ديني .. جننتينى .. برافو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى