العالم

كيف ستكون حياتنا بعد الحجر المنزلي؟

دول العالم تواجه أسوأ ركود اقتصادي هذا العام جراء تبعات فيروس كورونا كوفيد 19، فالبيانات الاقتصادية سجلت نتائج سيئة وتراجعت بمستويات قياسية.

لكن هل هناك بارقة أمل؟ هل ستعود الحياة إلى طبيعتها مع إيجاد لقاح أو عقار لعلاج الوباء ووضع حد للكابوس الذي يعيشه نصف سكان الكرة الأرضية؟

تأمل حكومات العالم في تعافي الاقتصاد سريعا، لتجنب كساد شبيه بثلاثينات القرن الماضي. لكن تدابير الحجر المنزلي الإجباري، إضافة إلى التبعات الاقتصادية من شأنها أن تغير عادات الإنسان إلى الأبد رغم عودة الحياة إلى سابق عهدها تدريجيا.

ماذا سيتغير الآن ؟

أزمة 2020 ستعقد الأمور من جميع الاتجاهات في أغلب دول المعمورة فهناك أشياء ستتغير وسيتغير معها سلوكنا.

الركود الحالي سيتواصل وسيجني الناس أموالا أقل بكثير من السابق، فمثلا في الصين التي ظهر فيها الفيروس القاتل في شهر ديسمبر من العام 2019 سجلت انخفاضا في الانفاق العام بنسبة 40 بالمئة خلال عام. وفي بريطانيا سجلت مبيعات السيارات أدنى نسبة خلال شهر نيسان/أبريل لأول مرة منذ 74 عاما.

فهل سنغير من عادات الانفاق على الحاجيات الأساسية اليومية؟ لا شك أننا سننفق أموالا أقل خاصة مع الإبقاء على المقاهي والمطاعم والمسارح ودور السينما مغلقة إلى أن تقرر كل دولة إعادة فتحها من جديد.

كورونا خلق الرعب في نفسية البشر وأجبر الجميع على البقاء في المنازل، لكن الأزمة الحالية لا تشبه سنوات الركود السابقة.

المستفيد الأكبر من الجائحة هو محلات الوجبات السريعة التي اختار أغلبها مواصلة العمل وتقديم خدماته للمواطنين المعزولين بمن فيها خدمة التوصيل إلى البيت، فهل سيعتمد الإنسان مستقبلا على خدمات التوصيل من المطاعم تحسبا من الإصابة بالفيروس واحترام قواعد التباعد الاجتماعي؟

فرض الفيروس على ملايين الناس تغيير عاداتهم وأصبح الطلب أكثر على اقتناء الأغراض الأساسية عن طريق الشبكة العنكبوتية، عادة جديدة عند البعض لكن يبدو أن الأغلبية ستعتمد عليها لاحقا أكثر من التنقل من أجل التبضع في المحلات والمتاجر التجارية.

في عدد من الدول الأوروبية ترفض المتاجر التعامل بالنقود حاليا وتفرض على الزبون الدفع بواسطة البطاقة البنكية فقط. ومن المحتمل أن تبقي المحلات على هذا القرار حتى بعد كورونا.

هل سيعمل المزيد من سكان العالم من منازلهم؟

في بعض الدول الأوروبية كألمانيا وفنلندا القرار يعود للشخص فهو اختياري وليس اجباريا وفقا لقوانين البلاد، الجائحة أثبتت أن العمل من المنزل أثناء الحجر الصحي يناسب عددا كبيرا من الموظفين، فلا يتطلب الأمر التنقل إلى مكتب في مبنى ضخم، بل يمكن العمل في ظروف ملائمة من البيت بكل نجاعة.

عند عودة الحياة إلى طبيعتها سيحاول الأشخاص استعمال الدراجات الهوائية والنارية، أو المشي عند الذهاب إلى العمل تجنبا لوسائل النقل العمومية.

ويبدو أن العالم سينقلب رأسا على عقب، بسبب الأزمة غير المسبوقة التي ستترك أثرا نفسيا خاصة وأن المستقبل غامض حتى الآن ولا تملك الحكومات ردا على أسئلة مواطنيها خاصة فيما يتعلق بالعطلة الصيفية والتنقلات والسفر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى