ثقافة

فيلم أوروبا يعزف على مقام الهجرة !

عبد الستار ناجي – جدة


يعزف المخرج العراقي – الايطالي حيدر رشيد على مقام الهجرة في فيلمه الروائي الخامس – اوروبا – الذى يعرض هذة الايام ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي وكان قد عرض عالميا من ذي قبل في تظاهرة – اسبوعا المخرجين – في مهرجان كان السينمائي الدولي .

منذ اللحظة الاولي يرمي بنا حيدر رشيد الى اتون تلك الشخصية والحالة حيث اللهاث يظل حاضرا وحيث القدرية الرعناء تظل تطاردك . لذا تظل محبوس الانفاس وان تعيش حالة النبض العالي والادرينالين المتوثب لتلك الشخصية التى جاءت من العراق وراء حلم الحياة والامل فاذا بها تغرق في اتون تلك الغابة البلغارية التى التهمت الكثير من الاجساد والاحلام والامال الزائفة التى انطفئت عند تلك الشجرة او ذلك النبع عبر – صائدوا المهاجرين – او حتى الشرطة الرسمية التى احالت بين وئدت الحلم وهو في مهده .


فيلم – اوروبا – ليس بالتجربة السينمائية التقليدية انها انعكاس لتاثيرات طويلة وعميقة ومتجذرة لمبدع ايطالى شاب اسمه – حيدر رشيد – رضع السينما منذ نعومة اظافرة جاب المهرجانات بصحبه والده الناقد القدير عرفان رشيد ليغرس بداخله عشقا ينبض ويتجدد للسينما .


فيلم – اوروبا – الم الهجرة وحالة من الايقاع العالي لم يكن لها ان تكون لولا فريق يمتلك نفس الهواجس والايمان بتقديم صيغ سينمائية هي امتداد لسينما – المولف – التى عرفها العالم وعبر مبدعين كبار كان للسينمائيين الايطاليين الحصه الاكبر منهم .


فيلم – اوروبا – ليس مجرد فيلم تذهب الية وتخرج منه لتفارقة انه يظل بداخلك كما الوشم يثير الكثير من الاسئلة اولا هو هوية هذا المخرج وبيئته وهواجسه واسلوبه وهكذا هو الامر مع الموضوع الذى ذهب الية . ولا ينتهي الامر عند ذلك بل يتجاوزه الى ذلك الفريق الرائع . وعنه نكتب ففي كتابته السيناريو والمونتاج نحن مع الكاتبة سونيا جانيتو التى تخلق ايقاعا عاليا في الكتابة يظل يحفظ على مقام اللهاث والهجرة وتذهب ابعد حينما تصعد من ذلك الايقاع عبر مونتاج النفس واللهاث ايقاعه الذى لا يهدأ . مبدعه شابه تمنح التجربة عمقا اكبر وتتحرك في ذات الاتجاة حيث بوصله حيدر رشيد تشير الى محور اساسي قبلته ( الهجرة ) .


فيلم – اوروبا – ليس مجرد فيلم تذهب الية وتخرج منه لتفارقة انه يظل بداخلك كما الوشم يثير الكثير من الاسئلة اولا هو هوية هذا المخرج وبيئته وهواجسه واسلوبه وهكذا هو الامر مع الموضوع الذى ذهب الية . ولا ينتهي الامر عند ذلك بل يتجاوزه الى ذلك الفريق الرائع . وعنه نكتب ففي كتابته السيناريو والمونتاج نحن مع الكاتبة سونيا جانيتو التى تخلق ايقاعا عاليا في الكتابة يظل يحفظ على مقام اللهاث والهجرة وتذهب ابعد حينما تصعد من ذلك الايقاع عبر مونتاج النفس واللهاث ايقاعه الذى لا يهدأ . مبدعه شابه تمنح التجربة عمقا اكبر وتتحرك في ذات الاتجاة حيث بوصله حيدر رشيد تشير الى محور اساسي قبلته ( الهجرة ) .


ونذهب الى محطة مدير التصوير جاكوبو كارميلا الذى اخذ الفيلم الى الحالة التى تعيشها الشخصية فكان ذلك الالتصاق اللهاث الحميمي الذى يجعلك تعيش الشخصية وهى تبحث عن النور والغد فاذا به امام ظلمه وعتمه وموت مجاني ارعن وحالة من عدم الاستقرار . حتى تلك النهاية المفتوحة تظل تشير الى عدم الاستقرار مشيرا بشكل او باخر بانه حتى الذين وصلوا لا يزالون يبحثون عن الضوء والحلم والامل والاستقرار .


سينما من نوع مختلف . عميق وثري وقاس كما قسوة اوروبا التى تظل حلما بعد المنال في ظل تلك الوحوش البشرية التى تبتلع حلمك قبل ان تشرق شمسه .

حيدر رشيد منذ تجاربة الاولي وهو يعزف على نبض انسانى يحسه ويعيشه ويتنفسه في كل لحظة لربما لطبيعة ( الرحم الاسري ) الذى عاش فيه عبر والدة ووالدته في مناخ يتنفس الهجرة ويعيش الغربة وينبض بالتفاعل مع الم الاخرين .
فيلم – اوروبا – ليس مجرد فيلم عن معاناة الايام الثلاثة لهجرة شاب بين الحدود التركية – البلغارية بل هو في الحقيقة معزوفة الهجرة في كل مكان وحكايات الحلم الذى والد مشوها ولربما ميتا .


حيدر رشيد مخرج يمتلك ادواته ويعي التطورات الذى بلغتها حرفته لذا يستعين بكوادر ( عالية الكعب ) من ابناء جيله يمنحون تجربته عمقا ونبضا اضافيا لذا كان حوله تلك الكوكبة منهم كاتبه السيناريو والمونتاج التى ابدعت ايقاعا متماسكا وايضا مدير التصوير الذى رسخ دلالات ( الواقع الافتراضي ) وايضا دانييلي برنابي حيث الموثرات البصرية وكذا هو الامر مع غارييلي فازانو ( مصمم الصوت ) واخرون ومنهم الممثل الشاب آدم علي، إلى جانب عدد من الممثلين المحترفين من بينهم الممثلة البلغارية سفيتلانا يانتشيفا والإيطالي بيترو تشيتشيرييلّو والتونسي محمد زواويو ..وايضا فريق انتاج جمع ولاول مرة بين عدة جهات انتاجية لعل اهمها ذلك التعاون الانتاجي السينمائي ( الاول من نوعه ) الذى يجمع بين العراق والكويت للانطلاق الى صفحة من جديدة من العمل والتعاون المشترك يحسب لحيدر رشيد والمنتج الكويتي عبدالله بوشهري ( بيوند دريمز ) .


فيلم – اوروبا – يشتغل عن منطقة جديدة في السينما العربية . سينما تذهب بك الى الصدمة لا تزيف الواقع ولا تشرع ابواب الحلم الكاذب بل تصرخ كما تلك الصرخات التى اطلقها ذلك المهاجر العراقي – العربي وغيره المئات بل الالاف حينما تركوا الالم في الوطن الى الم هو في الحقيقة الموت الذي يصلبك على حلم يظل كما السراب .

ويبقي ان نقول .. برافو حيدر رشيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى