العالم

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستقبل وزير الخارجية الأمريكي في رام الله

استقبل رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية مساء الأحد حيث عقدا اجتماعا.

ووصل بلينكن رام الله قادما من مدينة القدس، وبحثا سبل إحياء عملية السلام في المنطقة، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، وإعادة فتح مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، حسب ما أعلنته وسائل الإعلام المحلية.

كما بحث الجانبان حسب المصادر ذاتها استئناف الدعم المالي الأمريكي للسلطة الفلسطينية، المتوقف منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

فيما يلي نص الحوار الذي جمع عباس ببلينكن والذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية عبر موقعها الرسمي باللغتين العربية والانجليزية.

الرئيس عباس: (عن طريق مترجم) بسم الله الرحمن الرحيم، يسعدني أن أرحب بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في زيارته لفلسطين. وكانت هذه فرصة لي لاطلاعه على التطورات الأخيرة هنا. كما أعربنا عن شكرنا، إلى الإدارة على الدعم الذي تقدمه للشعب الفلسطيني، ولاسيما وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

ونود التأكيد في البداية على أن الأولوية يجب أن تكون دائما نحو إيجاد حل سياسي من شأنه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين على طول حدود سنة 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضايا الوضع الدائم، بما في ذلك قضايا اللاجئين والإفراج عن جميع الأسرى بإشراف ورعاية الرباعية الدولية وفقا للقرارات الدولية.

كما نود التأكيد على أن دولة فلسطين تلتزم بالقانون الدولي وجميع الاتفاقيات الموقعة، وهي تلتزم أيضا بطريق المقاومة الشعبية السلمية وتعمل مع الدول الأخرى وكذلك مع الولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب في منطقتنا والعالم. ونشدد من ناحية أخرى على أهمية تنفيذ ما تؤمن به إدارة الرئيس بايدن، وهو إيمانها بحل الدولتين وإنهاء الاستيطان وكذلك عنف المستوطنين والحفاظ على الطابع التاريخي للمسجد الأقصى ومنع الأعمال الأحادية في داخله فضلا عن إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس وإلغاء جميع القوانين الأمريكية التي تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية تحرض على العنف.

وقد أثبتت الأحداث الأخيرة في أوروبا أن هناك معايير مزدوجة يتم ملاحظتها بشكل صارخ في جميع أنحاء العالم. فعلى الرغم من جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي وصلت إلى مرحلة التطهير العرقي والتمييز العنصري، مثلما أقرت منظمات حقوق الإنسان، واستمرار عدوانه على المقدسات وعدم احترام القانون الدولي، فلا نجد أي طرف يمكن أن يحاسب إسرائيل على أفعالها لأنها تتصرف كدولة فوق القانون. وسيؤدي استمرار هذه الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب في المستقبل إلى قرار من اللجنة المركزية الفلسطينية سيتم تنفيذه قريبا. فما يحدث في فلسطين شيء لا يمكن السكون عنه والقانون الدولي لا يمكن تجزئته أو تقسيمه. وهنا نسأل مرة أخرى، هل يمكن لهيمنة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واغتصاب حقوقه المشروعة وكرامته أن تستمر دون اتخاذ أي إجراءات أخرى لإنهاء هذه الاحتلال؟

وأود في الختام أن أهنئ الشعب الفلسطيني على نجاح الانتخابات المحلية التي جرت في يوم أمس بجو من الديمقراطية. وكنا نتمنى أن تحدث هذه الانتخابات ويمكن إجراءها في قطاع غزة، ولكن موافقة حماس على ذلك، على الرغم من مشاركة حماس في الانتخابات في الضفة الغربية. ونود أن نعرب عن حزننا أيضا لمنع إسرائيل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في القدس الشرقية.

الوزير بلينكن: شكرا للسيد الرئيس وشكرا لك على حسن ضيافتك والمحادثة الجيدة. وإن الولايات المتحدة ملتزمة بإعادة بناء علاقاتنا مع السلطة الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني. وقد ركزنا على طرق ملموسة للمساعدة في تحسين حياة الفلسطينيين. ويشمل ذلك: إعادة الانضمام إلى وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتقديم نصف مليار دولار من المساعدات الإنسانية للمساعدة منذ نيسان/أبريل من السنة الماضية وكذلك تقديم الدعم الاقتصادي للقطاع الخاص الفلسطيني وللشركات الصغيرة والتدريب الوظيفي للشباب ودعم الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في الصفة الغربية وفي غزة. لكن هذا الدعم هو أكثر من مجرد دعم اقتصادي. ونحن نركز على النهوض بالحقوق المدنية والإنسانية الفلسطينية وكذلك دعم المجتمع المدني. وقد قابلت بالتأكيد، كما تعلمون، قادة المجتمع المدني في القدس الشرقية. وإنه جزء من فسيفساء غنية بشكل رائع تشكل المدينة. وتحدثنا معهم، وهنا أيضا مع الرئيس وفريقه، عن أهمية الحوكمة المتجاوبة والمسؤولة، وفي قلب كل ذلك يوجد التزام مستمر ودائم بالمبدأ الأساسي لحل الدولتين. ويستحق الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء العيش مع تدابير متساوية من الحرية والفرص والأمن والكرامة وكذلك نعتقد أن الطريقة الأكثر فعالية، في نهاية المطاف، للتعبير عن هذا المبدأ الأساسي هو من خلال حل الدولتين. وإن الجانبين بعيدان جدا بالطبع، وسنواصل عملنا لذلك، تدريجيا، في محاولة للتقريب بينهما. وسنعمل على منع الإجراءات التي يتخذها أي من الجانبين والتي يمكن أن تزيد من التوترات. ويشمل ذلك توسيع المستوطنات وعنف المستوطنين وهدم المنازل وكذلك الإخلاء والمدفوعات للأشخاص المدانين بالإرهاب والتحريض على العنف. وأكدنا اليوم أيضا على ضرورة الاستمتاع بشهر رمضان وعيد الفصح المسيحي وعيد الفصح اليهودي بشكلٍ سلمي، هذه المناسبات كلها تأتي معا في غضون شهر.

السيد الرئيس، أقدر مرة أخرى هذه الفرصة لمناقشة كل ذلك معكم. وأنا ممتن لكرم ضيافتك. وسنواصل العمل معا من أجل النهوض بحياة ومصادر رزق الشعب الفلسطيني. ونحن ملتزمون بذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى