ما هو مصدر الكمامات؟ كم كلفتها؟ وأين تنتهي عقب استخدامها؟
منذ تفشي فيروس كورونا كوفيد 19 في جميع أرجاء العالم باتت الكمامات رمزا للوباء القاتل، ووسيلة مهمة لتجنب الإصابة منه والحد من انتشاره. لكن ما هو مصدر الكمامات الواقية؟ وأين يجب وضعها؟ وكم تكلف؟ وأين تنتهي عقب استخدامها؟
من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية مرورا بأوروبا، أصبح وضع الكمامات إلزاميا، لكن وضع الكمامات ليس جديدا علينا لأنها ظهرت قبل قرن في آسيا حيث توضع بسبب تلوث الهواء وكذلك مع انتشار الأوبئة كفيروس سارس بين عامي 2002 و 2003.
في بعض الدول الآسيوية توضع الكمامات على مدار العام كاليابان مثلا إذ تعتبر وسيلة لحماية المواطنين من الأمراض والتلوث.
أما في أوروبا التي تحظر وضع جميع أنواع الأقنعة في الأماكن العمومية وتفرض على المواطنين الخروج بوجه مكشوف، فاضطرت لتغيير المعادلة بسبب كورونا وفرض ارتداء الكمامة الواقية في وسائل النقل العمومية وفي المدارس والمحلات التجارية للحد من تفشي الفيروس الفتاك.
اختارت دول منذ تفشي الفيروس في شهر ديسمبر من العام 2019 في مدينة ووهان الصينية جعل ارتداء الكمامة إلزاميا، فيما اختار البعض أن يكتفي باصدار توصيات وإرشادات للحد من انتشار الوباء بعد رفع تدابير الحجر المنزلي والإغلاق العام تدريجيا.
الإمارات مثلا تفرض غرامة مالية تصل إلى مئتي دولار للمخالفين، مع عقوبة سجنية تصل إلى 15 يوما.
إنتاج الكمامات
أغلبية الكمامات المستخدمة في العالم يتم إنتاجها في القارة الآسيوية وبالضبط في بؤرة تفشي الفيروس الصين التي تصنع 50 بالمئة من الكمامات الجراحية في العالم حسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية. إلا أنها فضلت الاحتفاظ بالكمامات لمواطنيها لمواجهة تفشي كورونا.
وعندما أعلنت بكين سيطرتها على الوباء وعاودت بيع الكمامات مرة جديدة، بدأت حرب شرسة بين الدول الأكثر تضررا من الجائحة، والتي سجلت نقصا كإيطاليا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
سعر الكمامات
مع تزايد الطلب على الكمامات، ارتفعت الأسعار إلى مستويات خيالية وباتت في بعض الدول أغلى ب 25 مرة مما كانت عليه قبل تفشي الوباء، ما أدى إلى ازدهار تجارة بيع الكمامات حتى على الشبكة العنكبوتية، كما سجلت عدة دول سرقات في الصيدليات والمستشفيات.
وصدرت الصين أكثر من 21 مليار كمامة بين بداية شهر آذار/مارس و25 من شهر نيسان/أبريل الماضي، كما بدأت عدة دول صناعة الكمامات وتوفيرها لمواطنيها.
في المغرب، تنتج البلاد 10 ملايين كمامة في اليوم، وتباع ب 8 سنتات للوحدة كما أن سعرها مدعوم من صندوق الطوارئ الذي أمر العاهل المغربي محمد السادس بإنشائه منذ تفشي الفيروس في المملكة.
وفي فرنسا، بدأت مصانع محلية في إنتاج الكمامات وحددت الحكومة سعرها بما لا يزيد عن 52 سنتا في فرنسا، وتباع في إيطاليا ب 50 سنتا للكمامة الواحدة.
كما انتشرت على نطاق واسع في عدد من الدول الأوروبية الكمامات المصنوعة من القماش التي تصنعها الأمهات والخياطات، أو شركات خاصة بالخياط.
أين تنتهي الكمامات؟
في الوقت الذي تفرض فيه دول العالم تعليماتها لاحترام قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في الأماكن العمومية، لم تصدر في المقابل أي ارشادات لرمي الكمامات المستعملة وأين يحبذ التخلص منها.
يتم حاليا رمي الكمامات مع النفايات المنزلية، لذلك تنصح بعض الدول كفرنسا برميها في كيس خاص مع المحارم والقفازات وإغلاقه بعد ذلك بعناية والاحتفاظ به لمدة 24 ساعة قبل رميه مع بقية النفايات.
لكن بعض الكمامات ينتهي بها الوقت مرمية في عدد من شوارع مدن العالم دون وضعها في أكياس نفايات خاصة.
وتعتبر الكمامات خطيرة على البيئة لأنها مصنوعة من مادة البوليبروبيلين التي تسمح ببقاءها لمدة أطول في الطبيعة أو المحيط، ولهذا يعمل خبراء على احتمال تعقيم الكمامات الجراحية الواقية بهدف إعادة استخدامها، إما عن طريق غسلها بدرجات حرارة تصل إلى 95 درجة مئوية أو بواسطة البخار.