مهرجان كان السينمائي 2024: فيلم الفصل الثاني المسرح يسخر من السينما!
كان – عبد الستار ناجي
فيلم افتتاح مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته ال 77 لعام 2024 يذهب
بعيدا في سخريته المطلقة . حيث يدهشنا فيلم ( الفصل الثاني ) للمخرج كونتين
دوبيو في تجربة سينمائية ثرية بالمضامين والقضايا والاحترافية السينمائية العالية
المستوى والتى ترتكز على نص مسرحي .
سيبدأ فيلم
فيلم ( الفصل الثاني ) للمخرج كوينتين دوبيو، بطولة ليا سيدو وفنسنت ليندون..
المتن الروائي يعتمد على حكاية فلورنسا التى تسعي لتقديم ديفيد، الرجل الذي تحبه
بجنون، إلى والدها غيوم. لكن ديفيد لا ينجذب إلى فلورنسا ويريد أن يرميها في
أحضان صديقه ويلي. تجتمع الشخصيات الأربعة في مطعم في مكان مجهول.. هكذا
هو المحور الاساسي للعمل الذي يظل منذ المشهد الاول يسخر من كل شي من
السينما وعناصر من ممثلين ومدرائهم ووكلائهم والمخرجين وحتى اصغر
الكومبارس والتمنر الذي يمارسة الفنانين على بعضهم البعض وغيرها من الحكايات
المتداخلة والتى تظل تعتمد على مشهديات طويلة حيث نري ديفيد يسير مع صديقة
ويلي لاكثر من ثمان دقائق والمشهد الذي يليه تسير فلورنسا مع والدها غيوم كم من
الاحاديث التى تعتمد على لياقة عالية في التمثيل وايضا الاحترافية في ادارة المشهد
وتصميمة حيث الكاميرا التى تسير على شريوهات طويلة نشاهد في المشهد الاخير
كنوع من التاكيد بان جميع المشاهد صورة بواسطة الكاميرا المركبة على الجسور
المتحركة ( الشاريوهات ) وهي جزء اساسي من ابطال العمل .
في العمل عدد محدد من الشخصيات التى تمثل انها تمثل هذة الحكاية التى اشرنا
اليها ولكنه حقيقة الامر اننا امام ممثلين محترفين يقدمون التجربة مثل اى فعل
وظيفي .
ومن خلال تلك الشخوص والمشاهد يذهب بنا الفيلم تاره الى عالم الحدث الروائي
وتارات الى الحالة النفسية والاجتماعية للممثلين انفسهم .. فهذة الممثلة منهارة نفسيا
لانها بعيدة عن ابنتها وامها وتعاني من مشاكل اسرية ونفسية وعاطفية . وهكذا
والدها في العمل الذى يرتبط بعلاقة شاذة من شخصية ويلي .. وغيرها .. وصولا
الى الممثل الذى يجسد شخصية عامل البار وهي مثال لشخصية الممثل المضهد
الذى يعاني من ظروف العمل وقله الفرص حتى انه لا يستطيع ان يجسد مشهد
صب النبيذ في الكاس حيث يده ترتجف . وهو الامر الذى يوصله الى الانتحار في
الفيلم وفي الحقيقة . وهنا واحدة من تجليات هذا النص والفيلم الذى اشتغل علية
المخرج كونتين دوبيو بنزق وحرفية ولغه مشبعة بالخصوصية والتفرد ..
فيلم يحمل الكثير من الجرءة في المعالجة وايضا التصدي لجملة من القضايا
والموضوعات التى تعري عوالم السينما وشخوصها ونجومها وصناعها ..
فيلم يحتفي بالمسرح على حساب الحالة المتردية التى تعيشها السينما وصناعها الذين
يعيشون في منطقة الحضيض النفسي حتى رغم نجوميتهم وشهرتهم ..
نجوم العمل كانوا في تناغم عال في تحقيق تلك المشاهد الطويلة التى تتطلب لياقة
ومقدرة عالية على الحفظ والانتقالاتى التى تمر بها الشخصيات ..
ويبقي ان نقول …
فيلم ( الفصل الثاني ) سينما فرنسية تليق بافتتاح مهرجان كان السينمائي .. برافو