ثقافة

فيلم الأخيرة.. احتفاء بمقاومة المرأة الجزائرية

جدة – عبد الستار ناجي


بعد عرضه في مهرجان فنيسيا السينمائي الدولي . يحط الفيلم الجزائري ( الاخيرة ) – الملكة الاخيرة – للمخرج دميان اونوري . رحلة في مهرجان البحر السينمائي الدولي في دورته الثانية التى تتواصل هذة الايام في مدينة جدة السعودية .
فيلم ( الاخيرة ) ياخذنا الى حكاية الملكة زفيرة حيث تجد نفسها امام لحظة حاسمة لا يمكن امامها الا تحفيز مفردات الارادة والتحدي والكينونة ليس علي الصعيد الشخصي فقط بل بمستوى الانتماء الى تلك الارض وذلك الشعب الذى التف حولها .
تجري الاحداث في العام 1516 غداة التحالف الذى عقده الملك سليم التومي مع القرصان عروج بربروزا من اجل تحرير العاصمة الجزائرية من الاحتلال الاسباني . وبعد النصر والتحرير يتوفي الملك سليم التومي في ظروف غامضة لا يمكن معها الا بتوجيه اصابع الاتهام للقرصان عروج وجنده القراصنه .
يتقدم بعدها عروج من اجل الزواج من الملكة زفيرة للسيطرة على الحكم والتفرد به هنا تجد تلك الملكة المراة امام تحد اكبر وموقف لا يمكن امامه الا الكينونة بمستوى اسم بلادها وانتماءها لذا تاتى المواجهة والرفض في اطار درامي ملحمي تمت صياغته بشكل واسلوب فني رفيع المستوى ليبق باسم تلك المقاومة ونضالها من بلادها واسرتها خصوصا بعدما فقدت الزوج اولا والابن لاحقا ثم الاخوة الواحد تلو الاخر . وفي اللحظة التى يعتقد بها القرصان عروج بربروزا ان الوقت قد حان للاقتناص الملكة والحكم والجزائر يأتى الرفض المحجل بالارادة والموشي بكل مفردات الانتماء لتلك الارض العظيمة والشعب الكريم .
لحظة زمنية هامة من تاريخ الجزائر بل المراة الجزائرية حينما تقرر تلك المراة الرائعة والملكة الانسانة ان تواجه الظلم وهي تعلم جيدا انه لا مفر من امام ذلك الرفض سوي الموت فلماذا لا تصنعه بنفسها ولماذا لا تكتب تاريخها وتاريخ بلادها ولماذا لا تقول لا كبيرة تظل تصدح عبر الاجيال وفي مشهد مشبع بالبهاء والاحترافية الفنية العالية المستوى تقرر الملكة زفيره الانتحار .
في فيلم ( الاخيرة ) احتفاء عال الكعب بالتاريخ الجزائري ونضاله في تلك المرحلة من القرن السادس عشر ضد الاحتلال الاسباني وايضا ذلك الموقف الذى ستظل الاجيال تتذكره للملكة زفيره التى رفضت كل الاغراءات لتكون زفيرة الانسانة الجزائرئية قبل ان تبقي زفيره الملكة لذا جاء الخلود في ذاكرة الزمن .
مع المخرج داميان اونوري فريق متميز من نجوم السينما الجزائرية قدموا تجربة سينمائية ثرية بالمضامين والحلول الاخراجية ذات البعد المسرحي . واداء ثري عميق يعتمد التحليل والتقمص ووالذهاب الى عمق الشخصية ونخص الفنانة الجزائرية عديلة بن ديمراد التى قدمت للسينما واحدة من ابرز الشخصيات التى قدمتها حتى الان حيث الانتقال بين الحالات الدرامية بين الملكة الزوجة والملكة الام والملكة الاخت والملكة الصديقة والملكة الثائرة والملكة المقوامة والملكة التى عرفت الطريق للخلود .
ولا يمكن تجاوز عدد من الاسماء ومنهم داللي بن صلاح وواحمد زيتوني وفواد تريفي ووطاهر زاوي وايمان نويل .. وقبل كل هذا الاحترافية العالية في الانتاج حيث مدير التصوير وتصميم المشاهد والبوست برودكشن العال الذى يجعلنا امام تجربة سينمائية لا تقل جودة عن اي انتاج سينمائي عالمي . لذا سيجد هذا العمل طريقه الى صالات العرض والتلفزيونات والمنصات في اقرب فرضة .. لاننا امام عمل تم تحقيقة بمواصفات فنية وفكرية عالية تنطلق من مضامين الفهم والاستعياب للتاريخ وقبل كل ذلك الاحتفاء بالمراة الجزائرية المقاومة
ويبقي ان نقول ..فيلم – الاخيرة – خطوة اضافية في رصيد السينما الجزائرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى