ثقافة

فيلم 3 كيلومترات لنهاية العالم.. المثلية ترهب رومانيا!

كتب : عبد الستار ناجي


تمثل السينما الرومانية واحدة من ابرز السينمات في اوروبا عبر مجموعة من جيل السينمائيين الشباب الذين استطاعوا ان يرسخوا حضورهم وبصمتهم في التصدي الى الكثير من القضايا التي ظلت مسكوتا عنها ومن ابرز الصناع ياتي اسم – كريستيان منيجو الذى فاز بالسعفة الذهبية .


واليوم يطل علينا المخرج ايمانويل بارفو بفيلم ( ثلاثة كيلومترات لنهاية العالم ) والذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي ال 77 لعام 2024 .


في الفيلم نذهب الى حكاية آدي (سيبريان تشيوجديا) البالغ من العمر 11 عامًا والذى يعيش مع والديه في بلدة ريفية صغيرة في رومانيا، ليست بعيدة عن الحدود الأوكرانية والبحر الأسود، بالقرب من بلدة تولسيا. في إحدى الأمسيات، يعود الى المنزل بوجه مصاب بضربات شديدة، تاركًا والديه في حيرة من أمرهما للتحقيق في حادثة العنف، وأمام ضباط الشرطة الفوضويين المسؤولين عن الجريمة. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن يكتشف فلورين (بوجدان دوميتراش)، والد آدي، أن ابني جاره في نفس عمر آدي تقريبًا اعتدوا عليه، وأن المراهقين قد يواجهان ما يصل إلى سبع سنوات في السجن إذا قررت الأسرة مقاضاتهم .

وسرعان ما يتضح أن الدافع وراء الجريمة هو رهاب المثلية، بعد العثور على ادي الهادئ وهو يقبل سائحًا ذكرًا. بالكاد يتردد الجناة قبل الاعتراف بالجريمة، ويدافعون عن أفعالهم بناءً على الكراهية المطلقة للمثليين جنسياً. تتضاءل المودة الجنسية المثلية حيث القسوة عليه من قبل ابناء الحي : فهم يرتجفون من مجرد التفكير في أن آدي يمكن أن “يتعرض للضرب من مؤخرته”. يتشارك فلورين وزوجته في قيم متشابهة جدًا، ويوبخان ابنهما الوحيد على سلوكه غير المشرف. إن معرفة أن لديهم ابنًا مثليًا يمكن أن تلحق ضررًا لا يمكن إصلاحه بالأسرة، لذلك ربما يكون من الأفضل أن يضعوا حدًا لهذه المحنة برمتها. ويمكنهم الاعتماد على دعم السلطات الفاسدة، بما في ذلك والد الصبيين ذو النفوذ. تكمن المشكلة في أن ادي يتجاوز عمره 16 عامًا، وأن قرار رفع دعوى قضائية يقع على عاتقه بالكامل. لذا فإن الأسرة المحافظة للغاية تتولى الأمور بأيديها، بمساعدة الكاهن الأرثوذكسي المحلي .
ونشير هنا الى ان هذا الفيلم يعد الفيلم الطويل الثالث لإيمانويل بارفو بمثابة دراسة ذكية للآليات الحقيرة لرهاب المثلية، وكيف تبقي الشباب مقيدين بالنماذج المحافظة للغاية لمجتمع سريع التغير. رومانيا دولة علمانية، وقد شرّعت المثلية الجنسية منذ ما يقرب من 30 عامًا. ومع ذلك، ترفض عائلة ادي بعنف الاعتراف بالحب الذي لا يجرؤ على التحدث باسمه. لم يتم نطق كلمتي “مثلي الجنس” مطلقًا طوال مدة هذه الدراما التي تبلغ مدتها 105 دقائق.
وفي المقابل فان إلينكا (إنغريد بيريسكو)، صديقة آدي الخجولة وغير المنتقدة، هي الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقدم له الدعم العاطفي.
الحوارات في الفيلم بسيطة وفعالة ونتوقف عند عدد منها : يشرح الكاهن أنه لا بأس بتقييد شخص ما “إذا كان ذلك لمصلحته ومصلحة الآخرين”، ويشرح موظف خدمات الأطفال على الفور أنه “لا بأس في التفكير في ما تريد، لكن ليس من الجيد أن تفعل ما تريد”. ويبدو أنه بعد كل شيء. هناك أمل ضئيل في المؤسسات الرومانية. بالمناسبة، هذه هي الدولة التي اعتقلت المؤثر المتعصب للنساء أندرو تيت .
في الفيلم الكثير من النقد الصريح والواضح لرومانيا بالذات المؤسسة الدينية والشرطة وايضا شرائح المجتمع بالذات القري والارياف المتحفظة .
ويبقي ان نقول ..
فيلم ( ثلاثة كيلومترات لنهاية العالم ) يغزل قضية كبري من خلال حكاية صغيرة التقطها المخرج من الصحف اليومية لفتاة تعرضت للتمنر والتعسف نتيجة تحفض المجتمع الروماني وقال بتحول حكاية الفتاة الى صبي اتهم بالمثلية . لينقلب المجتمع بكاملة ضدة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى