ثقافة

كاملة.. فيلم مشاهد من ذي قبل!

جدة – عبد الستار ناجي


هنالك اشكالية كبري يعاني منها فيلم – كاملة – الذى عرض ضمن تظاهرة روائع عربية في مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي في دورته الثانية وهو الفيلم المصري الوحيد في تظاهرة هذا المهرجان . تلك الاشكالية تكمن باننا امام فيلم واحدث مشاهد من ذي قبل .
فيلم – كاملة – للمخرج جوان اكرم سويرس وتاليف محمد عبدالقادر . حيث حكاية الطبيبة النفسية التى يتمحول حولها الفيلم في خطوط متقاطعة مع حكاية كاتب روائي وفتاة شابة تعاني من تبعيات الحالة النفسية لختانها .
هكذا هي مسارات البناء الدرامي الذى جاء هشا مستعادا مشاهد من ذي قبل عبر تاريخ السينما المصرية مرات ومرات . عبر جملة القضايا والموضوعات التى تعرض لها وحتى من خلال شكل العمل .
احدث قبل ان تبدا نعرف مساراتها وهذا يعني غياب البحث والتحليل والعمق . كمية من القضايا تجاوزتها السينما المصرية منذ عقود طويلة وهكذا هي الحلول الاخراجية القريبة من سهرة درامية تلفزيونية اما عن الاداء والتمثيل فحدث واسهب لا شي لافت ولا شي يمتاز بالكشف عن قدرات جميع الممثلين بلا استثناء حتى النجوم الكبار قدموا شخصياتها وكانه رفع عن العتب في اداء شاهدانه عشرات المرات . كل النجوم تحركوا في منطقة الاستعادة اعتبارا من الشخصية المحورية كاملة مرورا بالكاتب حتى تلك النظرة التى يعتقد الفنان فراس سعيد بانه تمثل اضافة لرصيد التجربة تأتى بشكل ضاحك اكثر منها حل من حلوله كممثل وهكذا هى بقية الشخصيات ومن بينها الاب في تقديم المصاب بالزهايمر وتكرر بعض الجمل والعمة التى ظلت تتحرك في اطار المستعاد والتقليدي ويبدو انه كان علي المخرج الاشتغال مطولا على النص اولا ثم بقية مفردات حرفته من اجل تجاوز كل ما هو مستعاد ومشاهد من ذي قبل .
هذا الخلل الصريح في كتابة الشخصيات والمسارات الدرامية ادي الى ان المشاهد لم يكن بحاجة الى فك الموز والشفرات . فشخصية الكتاب الروائي الذي ينصب شباكه من اجل رواية وشخصية جديدة لطالما شاهدنها . وهكذا هي الحلول الالخراجية التى ظلت باهته لا تليق بالتجربة ومن قبلها السينما المصرية وتاريخها الفني المديد . حتى حل الانتحار والنهاية المفتوحة وطمع العمة وبقية التفاصيل التى تظل تتحرك في منطقة التقليدية التى لا تحقق اي اضافة لرصيد الفيلم والتجربة السينمائية بشكل عام .
فيلم – كاملة – من النتاجات السينمائية المصرية النادرة هذا العام وهذا يعني الاشكالية الانتاجية التى تعيشها السينما المصرية اليوم المطالبة رسميا بتقديم الدعم والاسناد .
ولكننا في الحين ذاته امام انتاج سينمائي يبدو وبكثير من الشفافية مستعاد ومشاهد وتجاوزته السينما المصرية منذ زمن بعيد .
هكذا تجربة سينمائية تتطلب وقفة موضوعية للتامل والحوار لاننا نعتقد باننا امام منطقة تتطلب ان نقول كلمتنا .. احترموا السينما المصرية وتاريخها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى