هل تعلم لماذا لا يصوم المسلمون في كل الدول العربية والإسلامية في نفس اليوم !!
شهر رمضان المبارك هو الشهر التاسع في التقويم الفلكي، و هو طبعا تقويم قمري، بطبيعة الحال التقويم القمري كان يستعمل من قديم الزمان، تقريبا نتحدث على 10000 سنة، اكتشف موخرا في بريطانيا أنه من الأسباب التي كانت وراء هذه التقويمات الفلكية و استعمالها منذ قرون راجع بالأساس في تحري معرفة اليوم والشهر دون الحاجة لأي شيء آخر فقط يكفي أن الوزارة الوصية لكل دولة من خلال الأجهزة الخاصة تحدد رؤية القمر من السماء.
السنة القمرية
إذا كان القمر على شكل هلال من جهة اليمين نكون في بداية الشهر، بعد مرور أسبوع يصبح تقريبا على شكل نصف دائرة والذي يسمى تربيع أول، في نصف الشهر يصبح مضيئا بالكامل وهذا ما يسمى ب ‘بدر’ ،في ما بعد يبدأ ينقص شيئا فشيئا حتى يصبح تربيعا ثاني ومن تمة يختفي تماما في لحظة إسمها “المحاق ” أو “الاقتران ” هنا يكون انتهى الشهر القمري ويبدأ شهر قمري جديد.
هذه الدورة كاملة طولها 29 يوم ونصف اليوم لهذا يمكن أن يكون الشهر القمري بين 29 أو 30 يوما.
إذا افترضنا عملية حسابية ل 12 شهرا نجد 354 يوما يعني 11 يوما أقل من السنة الشمسية.
السنة الشمسية
هي من تظبط لنا الفصول الأربعة وبالتالي نجد أنها كانت تخلق مشاكل في الحضارات القديمة حيث كانت الحياة تعتمد أكثر على الزراعة والحصاد وبالتالي فإن أغلب الحضارات تضيف الشهر الثالث عشر كل ثلاث سنوات كي تبقى السنة القمرية موافقة للفصل.
بعد مجيء الإسلام، التقويم الهجري الإسلامي أصبح قمري بحث وليس فيه أي تعديلات ولهذا فرمضان لهذه السنة أتى تقريبا بعد نصف الشهر والسنة الموالية تقريبا في بداية الشهر وهكذا.
لماذا لا تصوم الدول العربية والإسلامية في اليوم نفسه !!
لكي نعرف من أين أتت الأهلة وأدوار الأقمار الأخرى، القضية بسيطة وتحتاج إلى قمر شمس أرض، كل منا يستيقظ صباحا يذهب إلى العمل ثم يعود ينام ويستيقظ في اليوم الموالي وهكذا وبالتالي فلا ندري بأن الأرض التي نمشي فوقها عبارة عن صخرة كبيرة تدور في الفضاء ، دوران الأرض من الشرق إلى الغرب كل مرة في 24 ساعة هو الذي نراه ، منظور الأرض عبارة عن شروق وغروب ليس فقط الشمس ولكن حتى القمر والنجوم التي توجد في السماء تقوم بنفس حركة الشروق والغروب الحركة الثانية التي تهمنا هي دوران القمر حول الأرض في مدة 29 يوما ونصف اليوم من الفوق نرى أن نصف القمر هو المضيء ولكن ماذا نرى بكاميرا الأرض كلما مر الشهر كلما نرى نفس الأدوار التي تكلمت عليها في البداية.
بداية دورة القمر والتي سميناها لكم ب “الاقتران ” هي بالضبط حين يكون القمر يرمي بظهره للأرض لحظة الاقتران، هي لحظة كونية وعندما تحصل تجد أن في بلدك الليل وفي بلد آخر النهار وهكذا.
من كاميرا الأرض دائما ما تجد القمر مظلم تماما وبعد أن يتحرك قليلا تبدأ رؤية قوس صغير جدا والذي يحكم بداية الشهر الجديد.
الأشخاص الذين يعملون في هذا الميدان عملهم هو رؤية الهلال الذي يتبث بداية الشهر.
ماهي الشروط الفلكية لكي نرى هلال الشهر الجديد !!
أولا يجب أن يكون الاقتران وقع مسبقا والقمر بعيد عن الشمس ب 7 درجات على الأقل في السماء والا الإضاءة الآتية من القمر مستحيلة لكي تراه وهذا راجع لعدة عوامل منها وجود تضاريس على سطح القمر التي تحجب الضوء، ثانيا يجب على القمر أن يغرب بعد الشمس ويبقى لمدة طويلة بعد غروب الشمس وإلا الضوء الساطع للشمس سوف يغطي تماما على الخيط الخافت للهلال هذا هو نفس السبب لهذا لا نرى النجوم في النهار ونراهم حتى غروب الشمس.
بإستعمال هذه المعايير ومعايير أخرى يضع علماء الفلك خرائط لإمكانية رؤية الهلال، هل هذه الخرائط دقيقة إلى حد كبير؟ نعم مثلا عندما نرى هذه الخرائط تقول إن الهلال سوف يظهر في هذا اليوم أو اليوم الموالي أو في هذا الزمان أو هذا المكان مستحيل أن نراه لأن الاقتران لم يقع بعد فهذا أمر قطعي لأن مواعيد الاقتران أو الكسوف أو الخسوف هي مظبوطة بدقة الجزء من الثانية وتعتمد على حسابات مواقع الكواكب والتي بفضلها تمكن وكالة الفضاء العالمية ناسا من إرسال مركبات في مهمات إلى الكواكب لتجدها في نفس الأماكن المتوقعة التي جاءت في الحسابات.
بقلم: س. و