العالم

ما حقيقة اختطاف الأمير محمد بن سلمان لأحد الأمراء السعوديين؟

اختطف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أحد الأمراء السعوديين المقيمين في أوروبا في العام 2015، عقب إرساله رسائل ينتقد فيها الملك سلمان وولي عهده، ويتهمهما بالفساد، هذا ما أعلنته مجلة فانيتي فير الأمريكية.

تفاصيل الاختطاف حسب المجلة الأمريكية تقول إن فريقا أمنيا بقيادة سعود القحطاني، مستشار محمد بن سلمان، اختطف الأمير سلطان بن تركي الثاني، ونقله إلى العاصمة السعودية الرياض، ومنذ العام 2015 انقطعت أخباره.

وحسب المصدر ذاته تلقى الأمير السعودي سلطان بن تركي الثاني المقيم في القارة العجوز رسالة من والده، لزيارته في العاصمة المصرية القاهرة، عبر طائرة خاصة  لنقله بمعية حاشيته، إلا أن طاقم الطائرة كان يتكون من 19 موظفا.

وأضافت المجلة أن المرافقين للأمير شككوا في الأمر وأخبروه بذلك إلا أن الأمير أصر على ركوب الطائرة لرؤية والده في القاهرة، وعقب ساعتين من الإقلاع تم تغيير مسار الرحلة، وقال طاقم الطائرة الذي كان عدده مضاعفا أن هناك عطل فني، وما هي إلا ساعات حتى حطت الطائرة في الرياض ليجد الأمير نفسه في السعودية.

واعتقل الأمير سلطان بن تركي، في العام 2003 في عهد الملك الراحل فهد، بسبب تصريحه لصحفيين أجانب حول رأيه في السياسة السعودية، وحول النظام الملكي، وقال للصحفيين على السعودية التوقف عن تقديم المساعدة للبنان، وأضاف أن رئيس الوزراء اللبناني في ذلك الوقت رفيق الحريري يستخدم أموال السعودية بشكل فاسد.

بعدها بأشهر أرسل الأمير سلطان بن تركي بيانا إلى وكالة أسوشيتيد برس أكد من خلاله أنه دشن لجنة لاستئصال الفساد بين “الأمراء السعوديين الفاسدين”، وبعدها أرسل الأمير عبد العزيز بن فهد دعوة للقاء الأمير سلطان في مدينة جنيف السويسرية، لإقناعه بالعودة إلى السعودية، وعندما رفض، حقنه حراس الأمير، ووضعوه داخل طائرة متجهة إلى الرياض حيث ظل في السجن إلى أن تقلد والد زوجته الراحلة، الملك عبد الله سدة الحكم في العام 2005.

عاد الأمير سلطان بن تركي إلى حياته السابقة وسافر إلى أوروبا مع حاشيته، وتنقل بين أوسلو و برلين إلى جنيف وباريس، ثم إلى جزيرة سردينيا في البحر المتوسط، حيث أقام في أحد الفنادق وقرر مقاضاة بعض أمراء الأسرة المالكة عن اختطافه في العام 2003 في المحاكم السويسرية.

عجز الأمير سلطان بن تركي دفع مستحقات الفندق والتي تجاوزت مليون دولار بسبب توقف العائلة المالكة عن تسديد نفقاته، وحاول التواصل مع ولي العهد لكنه فشل في ذلك.

وقرر بعدها  الأمير  إرسال رسالتين مجهولتين إلى عائلته في الأسرة المالكة ينتقد العاهل السعودي ليبتز ولي العهد ويدفعه إلى إرسال المال له. وطالب بعزل الملك وعقد اجتماع طارئ لإنقاذ البلاد من الفساد.

 وفقا للتقرير ذاته، كان ولي العهد على دراية أن الأمير سلطان بن تركي هو من أرسل الرسالة لذلك قرر إعادته إلى الرياض وسجنه مرة أخرى، وطلب من مستشاره في الديوان الملكي سعود القحطاني، المتهم في قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية تنفيذ المهمة.

وحسب المجلة الأمريكية تبادل حراس الأمير المختطف مع حراس ولي العهد إطلاق النار على متن الطائرة قبل أن يستسلموا، بعدها تم نقل الأمير إلى سرداب تحت الأرض، فيما تم إغراء حاشيته بالمال للاحتفاظ بذلك سرا وعدم افشاء معلومات حول الحادثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى