أوروبا

هل تنسحب فرنسا من الناتو؟

في خضم الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بسبب صفقة الغواصات الأمريكية – البريطانية مع أستراليا، يبدو أن من أبرز الخيارات المتاحة أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هي انسحاب باريس من القيادة العسكرية لحلف شمال الأطلسي الناتو، فهل يتخذ ماكرون هذا القرار وهل من شأن هذه الأزمة أن تؤثر على اقتصاد البلاد؟

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا، الأسبوع المنصرم، عن تحالف أوكوس الجديد، والذي ستحصل من خلاله أستراليا على 8 غواصات تعمل بالطاقة النووية، لتوجه صفعة قوية إلى فرنسا عقب إلغاء صفقة الحصول على 12 غواصة تقليدية.

القرار أثار غضب ماكرون، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي وصف القرار بالخيانة، والازدراء وأعلن عن استدعاء السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى في التاريخ بين باريس وواشنطن والسفير الفرنسي في أستراليا.

يرى المحللون في الشأن السياسي الفرنسي أن خيارات باريس للرد على القرار الأمريكي، قد تصل إلى اختيار ماكرون التصعيد، وانسحاب بلاده من حلف شمال الأطلسي، والذي عادت فرنسا للانضمام إليه في العام 2009 عقب غياب دام 43 عاما.

ماكرون يحاول جاهدا إيجاد حل لهذه المشكلة، خاصة وأنه على بعد أشهر معدودة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فهول يحاول أن يكون قويا أمام منافسته مارين لوبان، التي تتربص به، وقد تستغل طعنة الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على مساره السياسي.

ولا يبدو أن فرنسا ستقدم تنازلات أو ستسعى إلى أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي قد يكون لهذا رد فعل سلبي على حلف الناتو.

ويشار أن باريس برزت كشريك عسكري مهم لواشنطن خلال العقد الماضي، إذ تمتلك فرنسا أكبر قوة عسكرية داخل الاتحاد الأوروبي عقب خروج بريطانيا من التكتل، إذ تنفق 2 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وهي على استعداد لاستخدام القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى