زمان كورونا.. ولا يلتفت منكم أحد
د محمد غاني، كاتب، المغرب
يعلمنا حكماء الحياة كما تعلمنا فلسفة الدين العميقة الاستفادة من كل لحظة في حياتنا للتركيز فيها على ما يقدمنا الى الأمام في سفرنا الكوني الأزلي في بحث كل انسان عن معناه.
من أهم المهمات التي يمكن ركوب مطيتها زمن الأزمات و ينبهنا اليها الدين في رمزية قرآنية عميقة قليل ما نتنبه اليها كما تنبهنا اليها السنة الحكيمة كما أقوال الفلاسفة الكبار، المضي قدما و مصاحبة ذلك بما هو أهم من ذلك و هو عدم الالتفات.
جاء في آية القرآن الكريم قول الحق سبحانه” فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍۢ مِّنَ ٱلَّيْلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَٰرَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ” لما تجلبه هذه القاعدة العظيمة من يقين بالنجاة و طاقة ايجابية للمضي قدما.
نفس الشيء جاء في سنة الرسول الأكرم -صلى الله عليه وسلم- حيث روى الحاكم في المستدرَك، عن جابر -رضي الله عنه- قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا مشى لم يلتفت” المراد أنه كان يُواصِل المسيرَ وينبذ الالتفات فيه، لما يجلبه التوجه و القصد من نتائج في تحقيق الاهداف و لما يثبطه من عزائم الالتفات في السير و عدم التوجه و القصد في الأفعال.
نفس الأمر يؤكده الفلاسفة و الحكماء حيث تواتر عن لقمان الحكيم نصيحته لابنه “واقصد في مشيك” كما يؤكد قول أحد الحكماء الفلاسفة هذا الأمر بقوله”امضي الى حيث شئت ولا تلتفت لاحد فالبشر ان لم يروا عيبا في الذهب قالوا ان بريقه يؤذي النظر” ذلك أن المضي قدما في جدية تامة و قصد في السير دون رجوع للخلف لا مفر منه لتحقيق الأهداف و للنجاة من الصعاب لذلك يقول الروائي الاردني المعروف “الطريق إلى المدينة الفاضلة طويلة وشاقة.. العودة غير ممكنة .. والتوقف هنا سيصيبني بالجنون” لكن ذلكم السفر غير ممكن دون طاقة المحبة و حكمة الفلاسفة و فلسفة الدين جاء في أجد أقوال الفيلسوف و المسرحي الفرنسي ألبير كامو “إن طريق الحياة وعرٌ وشاق بدون مساعدة الدين والفن والحب”.
وختاما تحضرني قولة عميقة لحكيم أهل الصلاح عمر المختار توحي و ترمز لما نرمي اليه من نبذ الالتفات في طريق تحديد الاهداف و أهميته في النجاة زمن الكربات، حيث جاء في احدى حكمه “التردد أكبر عقبة في طريق النجاح”.