ثقافة

“النمرود” تفتتح مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي

الشارقة – عبد الستار ناجي


افتتح مساء يوم الاثنين (20 فبراير) بأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، الذي ينظم برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بمشاركة ستة عروض مسرحيَّة، تمثل دول مجلس التعاون الخليجي، وهي «الهود» من السعوديَّة، و«يا خليج» من البحرين، و«زغنبوت» من الإمارات، و«عنقود العنب» من الكويت، و«غجر البحر» من قطر، و«سدرة الشيخ» من سلطنة عمان.
وافتتح المهرجان الذي تنظمه دائرة الثقافة بمسرحيَّة «النمرود»، التي ألفها صاحب السمو حاكم الشارقة (2008)، وتصنف ضمن المسرحيات التاريخيَّة، التي تتناول قصص وأحداث الماضي لتسقطها على الحاضر.
والنمرود بن كنعان هو حاكم بابل وملك مملكة آشور الذي أدعى الألوهيَّة، واشتهر بالظلم والطغيان وقتل الأبرياء والمسالمين من أهل بابل ومصادرة حقوقهم وأموالهم، وتقضي العدالة السماويَّة أن تنتهي حياته على أيدي المظلومين والمضطهدين الذين انهالوا عليه ضرباً بالنعال على رأسه، بناءً على طلبه، من أجل إخراج بعوضة دخلت دماغه وهددت حياته وأركان مملكته.
وتقدم المسرحيَّة برؤية إخراجيَّة جديدة في افتتاح مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، حيث سيؤديها طلاب أكاديميَّة الشارقة للفنون الأدائيَّة، تحت إشراف البروفيسور بيتر بارلو، المدير التنفيذي للأكاديميَّة، وبمشاركة مجموعة من الفنانين والتقنيين من مختلف أنحاء العالم.
وهي المرة الأولى التي يشارك فيها طلاب الأكاديميَّة التي تأسست في العام 2019 في حدث مسرحي دولي بهذا الحجم.
وتعد مسرحيَّة «النمرود» من أشهر عروض المسرح الإماراتي وأكثرها طوافاً دولياً، وبعد تقديمها للمرة الأولى في الدورة الثامنة عشرة لأيام الشارقة المسرحيَّة (2008)، عرضت في بلدان عربيَّة وغربيَّة عدة، مثل سوريا (2008)، ولبنان (2009)، وتونس (2010)، ومصر بالقاهرة والإسكندريَّة (2011)، ثم في أيرلندا، والمجر، في عام 2012، ورومانيا في 2010، وإسبانيا (2016)، وألمانيا (2014)، والسويد (2017)، وكندا (2018)، وروسيا (2019).
ووصفت المسرحيَّة بــ «السفارة الثقافيَّة والمسرحيَّة المتنقلة»، في إشارة إلى ثراء موضوعها الإنساني، وتعدد وتنوع طاقمها الفني والتقني، ولجولاتها المتعددة في خريطة العالم، وقد ترجم نص المسرحيَّة إلى اللغات: الإنجليزيَّة، والفرنسيَّة، والإسبانيَّة، والروسيَّة.
هذا وتضم لجنة تحكيم مهرجان الشارقة للمسرح الخليجى مسرحيين من دول عربية مختلفة فمن مصر د. علاء عبد العزيز سليمان ومن تونس الفنان محمد منير العرقى، ونوال بنبراهيم من (المغرب)، وفراس الريموني من (الأردن)، وعبدالله راشد من (الإمارات)، ويشارك 6 من أبرز وأحدث العروض المسرحيَّة بدول الخليج العربيَّة في المسابقة الرسميَّة للمهرجان .

وتصحب تقديم العروض ندوات نقدية تناقش جمالياتها وإشكالياتها، كما يحفل البرنامج الثقافي المصاحب بالعديد من الأنشطة التي أعدت لإثراء يوميات المهرجان بالتواصل والحوار والتعارف، وفي مقدمتها الملتقى الفكري، الذي يجيء تحت عنوان “المسرح الخليجي.. اتجاهات المستقبل”، ويستشرف الملتقى آفاق “أبو الفنون” في المنطقة انطلاقاً مما حققه من نجاحات وإنجازات خلال العقدين الأخيرين، بفضل الدعم الرسمي، ونتيجة لجهود الرواد. ويستكشف الملتقى، الذي ينظم صباح يوم (21) فبراير الجاري، بمقر إقامة الضيوف، تطلعات المسرح الخليجي مستقبلاً، وعما يسعى إلى طرحه، أو معالجته، أو تجاوزه، أو تحقيقه، في ما يتصل بهويته الإبداعيَّة، وفي صلته بجمهوره، وفي نظمه الإداريَّة والمؤسساتيَّة؟ وتناقش تلك الأسئلة استناداً إلى محورين، وهما: “حاضر المسرح الخليجي والطريق إلى المستقبل”، و”المسرح الخليجي وتحديات الغد ” .

ويشارك في الملتقى: وليد الزعابي وعبد الله مسعود (الإمارات)، وسعيد السيابي (سلطنة عمان)، ومحمود الماجري (تونس)، وإبراهيم الحسيني (مصر)، وعبدالله العابر (الكويت)، ويوسف الحمدان (البحرين ) .
وفي الجانب الفني، ينظم المهرجان ورشتين للمواهب المسرحيَّة، الأولى بعنوان “أصول الإلقاء المسرحي” ويشرف عليها فيصل القحطاني (الكويت)، والثانية بعنوان “مسرحة التراث من منظور سينوغرافي” ويشرف عليها الفنان وليد عمران (الإمارات) .
ويفرد المهرجان مساحة خاصة للأجيال المسرحيَّة الجديدة، حيث يقدم لجمهوره عرضين من أميز عروض الدورة الأخيرة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، كما يستضيف مجموعة من الطلبة العرب الذين شاركوا في دورات سابقة من ملتقى الشارقة لأوائل المسرح العربي .
وسيختتم المهرجان مساء يوم الاثنين (27 فبراير) بقصر الثقافة حيث ستقدم لجنة التحكيم تقريرها التقييمي وتوصياتها وتعلن الأسماء الفائزة بالجوائز .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى