إفريقيا

غرق سفينة نفطية في تونس.. غرينبيس تطالب بالتدخل لتفادي كارثة بيئية وإنسانية

بعد ان كانت قد أعلنت جهات رسمية تونسية يوم 15 نيسان/أبريل عن خبر غرق سفينة وقود تجارية محملة بحوالي 750 طن من مادة الوقود القابل للإشتعال قبالة قابس، على الساحل الجنوبي لتونس، بعد ان كانت قد تسربت مياه البحر إلى داخل غرفة المحركات. وبعد ان كنا قد علمنا ان السلطات التونسية كانت قد تحركت لمعاينة الحادث وإنقاذ طاقم السفينة ووضعت خطة لإزالة النفط، إلا ان السفينة مع حمولتها لا تزال غارقة في مياه البحر والتي تشكّل خطرًا كبيراً على سكان البلدة وعلى البيئة.

وعليه أشارت مسؤولة الحملات في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كنزي عزمي:”هناك خطر كبير لوقوع كارثة انسانية وبيئية في أي لحظة اذا لم يتم نقل حمولة السفينة بأسرع وقت ممكن. اذ من الممكن ان يتسرب الوقود ما قد يتسبب بكارثة كبيرة وقد تنتشر الي مناطق أخرى مطلة على ساحل البحر المتوسط.”

وأضافت:”تسرب هذه المادة السامة، في البحر قد يشكل خطرا على التنوع البيولوجي التي تنفرد به المنطقة، اذ تعتبر بيئة قابس بشكل عام مهمة لمشاتل الأسماك وان تضررت فسوف تمس بشكل مباشر مورد رزق أهالي المنطقة التي تعتمد على الصيد البحري. من المحزن جداً كيف ان في كل حادث مماثل تكون الفئات الأكثر ضعفاً هي الأكثر تضرراً.”

وأكملت:”ندعو السلطات التونسية التدخل سريعا لمنع كارثة بيئية في قابس والتعجيل في الخطة التي وضعتها لإزالة الوقود والتي تتضمن نقل الحمولة وإرسال غواصين لمعاينة وضعية السفينة، والتعجيل بوضع حاجز بحري للحد من انتشار المحروقات، وتطويق مكان غرق السفينة. والانطلاق سريعا في عملية شفط المحروقات المتسربة، والإبلاغ عن حجم هذا التسرّب، لمنع وقوع كارثة وحماية مورد رزق العديد من العائلات التي تعاني الفقر والبطالة في المنطقة. وفي حال كان هناك تسرب نفطي ولم تستطع تونس وحدها الاستجابة لذلك فعلى المجتمع الدولي تقديم مساعدات سريعاً”.

هذه الحادثة هي تذكير آخر لكل السلطات المعنية وصناع القرار في منطقتنا والعالم ككّل بضرورة الابتعاد عن الوقود الأحفوري القذر وبدء الانتقال التدريجي الى الطاقة المتجددة. نظامنا الحالي الذي يعتمد على الوقود الأحفوري يكشف لنا كل يوم أوجه اللاعدالة الاجتماعية والإنسانية لذلك، اذ انه يضع الكسب المادي قبل البشر والبيئة.

ويجدر الإشارة الى ان قابس تعاني أصلاً من تلوث الهواء والتربة والمياه بسبب مجمع كيمائي يتضمن العديد من الصناعات وأيضاً شركات الأسمنت، وكان أهالي المنطقة قد أبلغوا مسبقاً عن الضرر الذي يلحق بهم.

وكانت غرينبيس قد نشرت سلسلة إرشادات حول كيفية التعامل مع الحادث في حال وقوع أي تسرب نفطي لمنع وقوع حوادث صحية بين المواطنين وكيفية المشاركة في إزالة الوقود بطرق سليمة. يمكن تحميل هذه الإرشادات من هنا وهنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى