إفريقيا

البيدوفيليا في المملكة المغربية.. واقع مخيف إلى متى؟

لا يمر يوم إلا ويسمع المغاربة عن خبر يفيد باغتصاب طفل أو طفلة على يد ذئب بشري، يسعى لإشباع رغباته الحيوانية دون اكتراث للقانون والدين والمجتمع والأهل.

أرقام اغتصاب الأطفال صادمة، ما يؤكد أن آفة الاعتداء الجنسي على الأطفال المغاربة في تزايد مستمر، آخر  قضية راح ضحيتها الطفل عدنان بوشوف ابن مدينة طنجة الذي اختفى عن الأنظار يوم 7 من شهر سبتمبر أيلول الجاري في ظروف غامضة، قبل أن يتم العثور على جثته في حفرة وسط الأشجار بالقرب من منزل والديه.

وألقت السلطات المغربية القبض على شاب في 24 من العمر يشتبه بأنه أقدم على قتل الطفل عدنان البالغ من العمر 11 عاما واغتصابه والتخلص من جتثه.

المتهم يعمل مستخدما  بإحدى المصانع وينحدر من مدينة القصر الكبير، استدرج الطفل الضحية  الى بيت يكتريه بمعية أصدقائه يعملون بالمنطقة الصناعية كزناية، وحاول هتك عرضه بالقوة، غير أن عدنان قاومه بشدة ما دفعه إلى خنقه حتى الموت.

رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني دخل على الخط وغرد عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي قائلا:”بكامل الأسى والأسف والحسرة تلقينا خبر العثور على جثة الطفل المختطف #عدنان_بوشوف مدفونة بالقرب من مسكن عائلته بمدينة طنجة بعد أيام من متابعة قصة اختطافه على أمل العثور عليه سالماً.”

وأضاف:”نسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جنانه ويرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان،خالص التعازي للأم والأب المكلومين في فلذة كبدهما، ولا يسعنا إلا أن ندين هذه السلوكات الإجرامية واللا إنسانية، ونحيي  قوات الأمن التي كشفت في وقت قياسي عن الجريمة المروعة.”

وتعيد جريمة اغتصاب وقتل الطفل عدنان إلى الأذهان الجريمة التي راح ضحيتها الطفل رضى، في شهر يوليو/ حزيران من العام 2019 بمدينة مكناس، عقب تعرضه للاغتصاب والتعذيب.

دون أن ننسى قضية سفاح تارودانت عبد العالي الحاضي الذي قتل واغتصب 9 أطفال تتراوح أعمارهم بين 11 و 16 سنة في العام 2004.

كما اهتز المغرب على وقع محاولة اغتصاب فتاة داخل حافلة للنقل العمومي في مدينة الدار البيضاء، في أغسطس آب من العام 2017 بعدما انتشر مقطع فيديو يظهر مجموعة من الشباب المراهقين يحاولون نزع ملابس فتاة مراهقة ولمسها، بينما هي تصرخ وتبكي خوفا.

وشهدت جماعة عبد الله أوسعيد، الواقعة بعمالة تارودانت، جريمة اغتصاب بشعة كانت ضحيتها طفلة لا يتجاوز عمرها 6 سنوات على يد شاب في الثلاثين من العمر.

وقبلها استفاق المغاربة على حكاية سابقة وغيرها المئات لحالات اغتصاب الأطفال والقاصرين، على غرار قضية اغتصاب فتاة في بلدة أولاد العايدة الواقعة بالقرب من العاصمة الرباط، حيث تعرضت فتاة تدعى خديجة في 17 من العمر للخطف والاحتجاز والاغتصاب والتعذيب على أيدي 15 رجلا لمدة شهرين.

وفي شهر يناير كانون الثاني من العام 2018، تعرضت 4 طفلات تتراوح أعمارهن بين 10 و13 عاما لاعتداء جنسي داخل مشغل للخياطة في مدينة فاس على يد فرنسي في 58 من العمر.

 ومن أبرز الحوادث كذلك حادثة استدراج الإسباني دانيال غالفان لـ11 طفلا من مدينة القنيطرة واغتصابهم، وصعق الشعب المغربي حين صدر عفو ملكي عن المتهم قبل أن يتم إلغاء العفو بسبب احتجاجات عارمة.

نذكر كذلك قضية الصحافي البلجيكي فيليب السرفاتي الذي قام في شهر أبريل نيسان من العام  2005 في مدينة أكادير باستغلال فتيات قاصرات وتصوريهن بشكل فاضح، ووضع الصور في قرص مدمج ونشرها في منتدى جنسي على الشبكة العنكبوتية.

الأرقام غير الرسمية التي تنشرها منظمات غير حكومية وجمعيات على غرار المرصد الوطني لحقوق الطفل تظهر واقعا خطيرا عن ظاهرة اغتصاب الأطفال في المملكة، حوالي 38 بالمئة هي حالات عنف جنسي ونفسي على الأطفال.

وأكدت أرقام نشرت في العام 2013 أن نسبة اغتصاب الأطفال في المغرب ارتفعت خلال السنوات الأخيرة  بنسبة 50 بالمئة، والكارثة الكبرى أن  70 بالمئة منهم تعرضوا للاغتصاب من طرف أقاربهم.

التقارير الصادرة عن منظمات غير حكومية تظهر أن الأطفال الذكور أكثر عرضة للاغتصاب من الإناث، ويحتل الأقارب والجيران قائمة لائحة المغتصبين، بعدها المعتدون الأجانب، وأولياء الأمور والمعلمين والأساتذة والمؤسسات الخيرية والاجتماعية.

اغتصاب الأطفال باختلاف أعمارهم في المغرب يعرف تزايدا مقلقا خلال السنوات الأخيرة، خاصة من طرف الأجانب الذين يقصدون هذا المملكة كوجهة للسياحة الجنسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى