الحلم الأمريكي يتحول إلى كابوس أسود
دخلت الولايات المتحدة الأمريكية منعرج الخطر عقب وفاة الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد شرطي أبيض البشرة ما تسبب في اندلاع مظاهرات عارمة وموجة غضب أثارت زوبعة من الانتقادات على واشنطن وكشفت عن جذور أزمة في المجتمع الأمريكي.
الولايات المتحدة توقفت عن التنفس منذ مقتل فلويد ليتحول حلم زعيم حركة الحقوق المدنية الأمريكي مارتن لوثر كينغ إلى كابوس أسود من شأنه أن يبدد الحلم الأمريكي الذي أسس له أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية جورج واشنطن، وبات واقع البلاد في عصر الرئيس الحالي دونالد ترامب الأكثر خطورة.
فبين عنف الشرطة الأمريكية والتفاوت الاجتماعي والعنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية بات الحلم الأمريكي صعب التحقيق، مع الأحداث المتثالية التي تعيشها البلاد.
تبخر الحلم الأمريكي الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام ويتغنى به الرؤساء ويحلم به الشباب الضائع، حلم العدالة والحرية والمساواة والسلام والديمقراطية وحرية التعبير، جميعها تحولت إلى حلم موهوم.
فهل هي نهاية الحلم الأمريكي حقا، حلم تحقيق نجاح في أرض العم سام بغض النظر عن جنسك ودينك ولون بشرتك والطبقة الاجتماعية التي تنتمي لها؟
لفظ فلويد أنفاسه الأخيرة الأسبوع الماضي في مينيابوليس، بعد أن جثم الشرطي ديريك شاوفين بركبته على رقبة الضحية لمدة 9 دقائق تقريبا، حتى الموت اختناقا، وانتشر فيديو يوثق الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم.
الجريمة البشعة التي ارتكبتها الشرطة الأمريكية بحق الرجل الأسود كشفت عن زيف الحلم الأمريكي وفكرة أن النجاح في هذه البلاد التي بنيت بسواعد المهاجرين، سيكون حليف كل قادم إليها أو مقيم على أراضيها.
جريمة القتل ليست الأولى من نوعها في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ سبقتها جرائم مماثلة ارتكبتها الشرطة الأمريكية دون أن تأخذ العدالة مجراها الطبيعي، فغالبا ما تضيع حقوق هذه الفئة من الناس وذنبهم الوحيد أنهم سود.
يرى المحتجون الغاضبون أن العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية انتشرت في المجتمع ولم تعد تقتصر على الصحة والعمل والسكن.
المشاهد التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام الماضية وضعت علامات استفهام كبيرة على حقيقة الوضع الداخلي ومصداقية الحلم الأمريكي يتم تصديره عبر الأفلام والمسلسلات ووسائل التواصل الاجتماعي منذ عقود.
ولا يبدو أن الأزمة العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية ستنتهي قريبا، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر من العام الجاري، وسيتعين على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يقف في وجه هذه العنصرية المتجذرة في البلاد.