العالم

إنفلونزا هونغ كونغ “إتش 3 إن 2” أول جائحة في الزمن المعاصر

في العام 1968 ظهر فيروس فتاك يهاجم الجهاز التنفسي في الصين قبل أن يعبر الحدود ويتحول إلى وباء عالمي أودى بحياة الالاف، لكننا لا نتحدث طبعا عن فيروس كورونا كوفيد 19 لعام 2020، بل إنفلونزا هونغ كونغ نهاية الستينيات.

انفلونزا هونغ كونغ إتش 3 إن 2 كانت أول وباء يسجل في الزمن المعاصر، ظهر منتصف العام 1968 في هونغ كونغ قبل أن يجتاح العالم بسرعة البرق في عام ونصف العام، وأودى بحياة مليون شخص من مختلف الأعمار، ومن ضمنهم 50 ألفا في الولايات المتحدة الأمريكية و31 ألفا في فرنسا التي انتشر فيها الفيروس في شهر كانون الأول ديسمبر من العام 1969.

flickr/Virologia Timeline

في ذلك الوقت لم تتحدث وسائل الإعلام عن الوباء، ولم تتخذ الحكومات أي إجراء ضده للحد من تفشيه، بل اكتفت بالإشارة إلى ظهور انفلونزا تشبه الانفلونزا الموسمية لكنها مستقرة.

في تلك الفترة حقبة السنوات “الثلاثين المجيدة” كما كان يطلق عليها لما شهدته من تقدم في الاقتصاد بعد الحرب العالمية الثانية، كانت الحكومات تثق بالتقدم العلمي ونتائجه الفعالة كاللقاحات والعقارات والمضادات الحيوية التي تغلبت على أمراض وفيروسات كالسل مثلا.

الأمر مختلف تماما في العام 2020 مع فيروس كورونا كوفيد 19

كان الجميع يعتقد أن الحكومات تملك أسلحة كفيلة بالتصدي للوباء القاتل خاصة وأنه ليس الأول من نوعه الذي ينتشر في العالم، لكن الفيروس المستجد أظهر عكس ذلك.

ويرى الخبراء أن الأمراض المعدية والفيروسات هي أمراض تتطور مع الزمن وخاصة مع نشاط الإنسان المهيمن على الأرض وتحركاته من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية مرورا بأوروبا.

وباء كورونا انتقل عبر 3 مراحل الأولى من الخفاش إلى الإنسان، ثم من فرد إلى آخر، أما الثالثة فهي من خلال التنقل بين القارات غبر الرحلات الجوية، خاصة وأن فيروس هونغ كونغ إتش 3 إن 2 في العام 1968 و1969 استغرق عدة أشهر لينتقل من بؤرته الأولى من آسيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ثم منها إلى أوروبا، في المقابل كانت أيام معدودة كافية في انتشار كورونا في جميع أرجاء المعمورة كالنار في الهشيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى