إفريقيا

شروط العودة إلى المغرب وارتفاع أسعار التذاكر تؤرق المغاربة العالقين بالخارج

عقب انتظار استمر لأزيد من 4 أشهر منذ إغلاق المملكة المغربية لحدودها البرية والجوية والبحرية منتصف شهر مارس آذار المارس، قامت الرباط بإعادة بعض  من مواطنيها العالقين على نفقتها وقالت إن الاختيار تم على أساس الأوضاع الاقتصادية والسن والعامل الصحي.

لكن بقية العالقين الذين ينتظرون الفرج منذ أشهر وجدوا أنفسهم أمام وضع لا يحسد عليه، إذ  يعيشون في حيرة من أمرهم بسبب الشروط التي وضعتها الحكومة المغربية من أجل عودتهم إلى أرض الوطن عقب إعادة فتح الحدود الجوية والبحرية جزئيا.

شروط صعبة لم تقم بها بقية دول العالم  بالنسبة لمواطنيها العالقين منذ أشهر، وخاصة إجراء اختبار  فحص طبي للتأكد من خلو المسافر من فيروس كورونا كوفيد 19، 48 ساعة قبل موعد الرحلة الجوية، وحجز تذكرة السفر عبر، الخطوط الملكية المغربية والعربية للطيران دون غيرهما والتي قدمت حتى الآن أسعارا خيالية لم تكمل فرحة بقية العالقين وحتى أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج.

وتتدفق أسئلة المغاربة العالقين في الخارج، ومغاربة العالم، على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى المجموعات الخاصة، أبرزها غلاء سعر الاختبار بي سي أر  والتحليل المصلي، وكذا تذاكر الطائرة.

أغلبية العالقين بالخارج لديهم بطاقات حجز مع شركات طيران أخرى إلا أنهم سيضطرون لشراء تذاكر أخرى  من أجل العودة إلى المغرب بعد عناء طويل، كما أن هناك جزء كبير لديهم بطاقات مع العربية مثلا وألغيت بسبب الجائحة، لكن الشركة لا تقبل عبر موقعها تغيير البطاقة الملغاة وإضافة الفارق للحصول على تذكرة جديدة، فيضطر المسافر مرة أخرى إلى شراء تذكرة جديدة بسعر خيالي، رغم أن لديه بطاقة مع الشركة ذاتها.  

 اعتبارا من 14 من شهر يوليو تموز الجاري عند منتصف الليل على جميع الراغبين في العودة إلى المغرب  تقديم اختبار  الكشف عن فيروس كورونا  قبل الصعود إلى الطائرة، لكن سيجد الراغبون في العودة أنفسهم أمام إشكال كبير لأن السلطات لم توضح في بيانها هل  مدة صلاحية الكشف محصورة في 48 ساعة منذ يوم إجراء الاختبار أم من يوم الحصول على نتيجة الكشف، لأنه في الحالة الأخيرة يختلف الأمر.

يتساءل الجميع عن كيفية إجراء الكشف وعن مدة صلاحية الاختبار، خاصة عندما يصادف موعد الرحلة مع نهاية الأسبوع أو مع عطلة وطنية كما هو الحال مع أولى الرحلات المبرمجة يوم الأربعاء 15. إذ سيكون من المستحيل إجراء الاختبار يوم الثلاثاء لأنه عطلة في فرنسا مثلا، أو الكشف يوم الاثين لأن النتيجة ستكون متاحة للمسافر اعتبارا من يوم الأربعاء وهو اليوم ذاته للرحلة.  

لإجراء اختبار بي سي إر في أوروبا على سبيل المثال على المسافر تقديم بطاقة هويته وأخد موعد مع طبيب للحصول على طلب للكشف وسببه خاصة إذا لم تظهر على الراغب في إجراء الاختبار أعراض الفيروس، بعدها يتوجب أخد موعد مع المختبرات التي تقوم بهذا الاختبار في المدينة أو الجهة التي يوجد بها المسافر ، وبعدها إجراء الفحص المصلي، ويكلف ذلك حوالي 100 يورو للشخص الواحد، علما أن الكشف بالنسبة للمغاربة المقيمين بالخارج الذين يحملون بطاقة التغطية الصحية والتأمين الصحي في بلد المهجر يعتبر مجاني في حال تقديم تذكرة السفر للمختبر.  

في بعض الدول يستغرق الأمر أكثر من 48 ساعة بين يوم إجراء الكشف وتاريخ الحصول على النتيجة، فهل أخذت الحكومة المغربية ذلك بعين الاعتبار؟


بلاغ الحكومة المغربية لم يكن واضحا كذلك بخصوص المغاربة العالقين في دول لا تؤمن فيها الخطوط الملكية المغربية و العربية للطيران  رحلات جوية من و إلى المغرب، كما هو الحال لعدد من الدول الآسيوية، حيث يضطر المغاربة إلى السفر على متن رحلات تابعة لشركات الطيران الخليجية.

المشكلة ذاتها سيعاني منها المغاربة العالقون والمقيمون في الجارة  الشمالية إسبانيا، بسبب عدم إعادة  فتح الحدود البحرية إلى حد الآن، ما سيحتم عليهم السفر إلى دول أخرى، على غرار  فرنسا وإيطاليا، ومنها إلى المملكة المغربية، كما أن أغلبهم لم تعد لهم موارد مالية للعودة إلى أرض الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى