أوروبا

لماذا لم تتضرر البرتغال بشدة من كورونا كجارتها إسبانيا؟

نجحت البرتغال في إدارة أزمة فيروس كورونا كوفيد 19 بفضل الإجراءات التي اتخذتها منذ ظهور الوباء نهاية شهر ديسمبر من العام 2019 في الصين.

فمنذ تفشي الفيروس القاتل في القارة العجوز، اتخذت الحكومة البرتغالية، حزمة من الإجراءات الاستثنائية مكنت البلاد من تسجيل إصابات ووفيات أقل بكثير من جارتها إسبانيا.

الإجراءات الوقائية الاستثنائية التي فرضتها الحكومة كإغلاق المدارس والحضانات والجامعات، وحظر التجمعات التي يتجاوز عددها 1000 شخص في الأماكن المغلقة، أو أكثر من 5000 شخص في الساحات والأماكن العمومية والهواء الطلق، فضلا عن احترام السكان لإجراءات الحجر المنزلي الإجباري ساعد البلاد على النجاح في إدارة الأزمة الصحية التي يواجهها العالم.

‎سجلت البرتغال حتى الآن أرقاما منخفضة لعدد الإصابات والوفيات بالفيروس مقارنة مع الجارة الإسبانية التي كبدها الوباء خسائر فادحة في الأرواح وتسبب لها في أزمة اقتصادية خانقة.

منذ إعلان حالة الطوارئ في البرتغال في الثامن عشر من شهر مارس/ آذار الماضي، ومباشرة عقب تسجيل أول حالة وفاة بالفيروس يوم السادس عشر من الشهر ذاته، أعلنت وزارة الصحة البرتغالية عن تسجيل وفاة 535 شخصا حتى الآن أي بمعدل 52 وفاة على كل مليون نسمة.

franky1st/pixabay

وحسب خبراء الصحة، استفادت البرتغال من تأخر انتشار الفيروس على أراضيها، لتتمكن من تجهيز مستشفياتها وزيادة العاملين في المراكز الصحية وفي وحدات العناية المركزة، أي أن البرتغال كان لديها الوقت الكافي للتحضير لكيفية التعامل مع هذه الأزمة الصحية، خاصة أنها سجلت أول حالة إصابة بعد ثلاثة أسابيع عن تفشي الوباء في كل من إسبانيا وإيطاليا.

88 بالمئة من الحالات المصابة بفيروس كورونا في البرتغال لم يتطلب نقلها إلى المستشفى وتتلقى العلاج في المنازل حسب ما أعلنته وزارة الصحة البرتغالية، وهو ما لم يتسبب في وضع المراكز الصحية والمستشفيات تحت الضغط كما هو الحال في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.

جامعة نوفا في لشبونة نشرت دراسة أفادت، أن معدل تفشي الفيروس في البرتغال هو الأدنى في القارة العجوز خلال الأسابع ال 3 الأولى من انتشار الجائحة.

لكن حتى الآن لا يمكن تقييم آثار الوباء في البلاد، فالحكومة تخشى من انتشار الفيروس بسرعة خصوصا في دور رعاية كبار السن كما هو الحال في عدد من الدول الأوروبية، إلا أن البلاد أعلنت أنها اتخذت المزيد من التدابير لاحتواء الفيروس، وقرر الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، تمديد حالة الطوارئ إلى غاية الفاتح من شهر مايو أيار المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى