إفريقيا

لماذا يرفض المغرب إعادة مواطنيه العالقين في الخارج منذ إغلاق حدوده بسبب جائحة كورونا؟

تعتبر المملكة المغربية الدولة الوحيدة في العالم التي لم تقم بعملية إجلاء مواطنيها العالقين في الخارج بسبب إغلاق الحدود يوم 15 من شهر مارس/آذار الماضي نتيجة انتشار فيروس كورونا كوفيد 19.

لكن ما سبب عدم تحرك السلطات المغربية حتى الآن رغم أن القضية تسببت في جدل سياسي قوي في البلاد، إذ تطالب بعض الأحزاب بإعادة العالقين سريعا، كما أسست جمعيات حقوقية هيئة للدفاع عنهم.

وبعد انتظار طويل، لم يكشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة عن تاريخ محدد لعودة المغاربة العالقين في عدد من دول العالم، واكتفى بالاعلان عن وجود 22 ألف مغربي ومغربية، مؤكدا تكفل الوزارة بإقامة 3844 منهم وتوفير العلاج لـ147 وشراء الأدوية لقرابة ستين منهم. وتحدث عن الشروع في إعادتهم عبر مراحل، وشدد على حقهم الدستوري في العودة لأرض الوطن لكن بشكل منتظم.

ويتواصل يوما بعد يوم مطلب المغاربة العالقين بالخارج بإعادتهم إلى أرض الوطن والبالغ عددهم 22 ألفا دون احتساب الطلبة والحاملين لتأشيرات طويلة المدى والذين لم يتواصلوا مع القنصليات والسفارت ولم يتم ضمهم إلى قائمة المطالبين بالعودة في أسرع وقت ممكن.

المغاربة ينتظرون الفرج من حكومة بلادهم عقب حوالي شهرين من الانتظار والعذاب والضغط النفسي الذي يعيشونه في دول العالم وخاصة في شهر رمضان الكريم، وإعادتهم إلى أرض الوطن، على غرار باقي الدول.

ففي الوقت الذي تزداد فيه وضعية المغاربة العالقين بالخارج سوءا يوما بعد يوم، أطل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، عليهم بخطاب يطالبهم بالصبر، دون الكشف عن خطة معينة أو تاريخ لترحيلهم.

التاخير في اتخاذ قرار سريع لإعادتهم إلى بلدهم الأم، يزيد من معاناتهم، فهم في حاجة إلى حل فوري، وقرار ينهي قصة المأساة التي يعيشونها في الخارج.

وبسبب عدم تجاوب السلطات المغربية مع مطلبهم، قرروا تنظيم وقفات احتجاجية أمام القنصليات والسفارات المغربية في جميع أرجاء العالم يوم الاثنين 11 مايو أيار الجاري.

وحمل المغاربة وعائلاتهم مسؤولية الوضع الذي يعيشونه حاليا وما قد ينجم عنه من تداعيات على حياتهم ونفسيتهم، للحكومة المغربية.

وقال المغاربة العالقون، في بيان: “بعد أن تقطعت بنا السبل ببلدان العالم، ونظرا للتأزم المتزايد لوضعنا المادي والمعنوي، وبعد صبر طال لشهرين دون أن تحدد الحكومة المغربية أي تاريخ للشروع في الترحيل وبعد فقدان الأمل في قيام الحكومة بترحيل مواطنيها إلى وطنهم كما فعلت كل دول العالم، نعلن مضطرين وغير راغبين، عن تنظيم وقفات احتجاجية إنذارية أمام القنصليات المغربية بمختلف دول العالم، يوم 11 مايو 2020 ابتداء من الساعة الواحدة إلى الساعة الثانية زوالا”.

وسمحت السلطات المغربية حتى الآن بمغادرة 80 ألفا و421 أجنبي من المملكة نحو بلدانهم في جميع أرجاء العالم  في إطار عملية ترحيل السياح الأجانب العالقين بسبب إغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية، وفق معطيات رسمية أعلنت عنها وزارة السياحة المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى