إفريقيا

لماذا تتجاهل الجزائر مشاكلها الداخلية وقضية القبائل وتستثمر أموالها في شن الحرب ضد المغرب؟

يوما بعد يوم، تظهر السلطات الجزائرية أن مشكلتها الرئيسية تتمثل في “المروك” المملكة المغربية.

حكومة رئيس الجزائر عبد المجيد تبون نسيت مطالب شعبها الرئيسية على غرار البطالة في صفوف الشباب، ارتفاع أسعار المواد الغذائية من حليب ودقيق وزيت والخضار والفواكه، ومطالب سكان منطقة القبائل، وقمع وسائل الإعلام، واعتقال رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومحاكمتهم، ومطالب الحراك، وأزمة السكن وغيرها، لتستثمر كل ما في جعبتها لشن حرب على المغرب البلد الجار.

الجزائر التي فضلت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب وإغلاق حدودها لأسباب غير مقنعة حتى الآن، مد لها العاهل المغربي يده وقال في خطاب العرش “إننا نتطلع، للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدا في يد لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك.”

آخر ما قامت به الجزائر تجاوز القطيعة الدبلوماسية والسياسية، لتمتد إلى الرياضة خلال بطولة الشان التي تحتضنها، لتفتح الباب على توتر آخر، وتدخل العلاقات المغربية الجزائرية منعرجا جديدا.

الجزائر تعاتب المغرب على تطبيع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، مقابل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، ما أدى بالجزائر إلى عزل نفسها دبلوماسيا بشكل تدريجي خاصة بعد إعلان إسبانيا في شهر مارس آذار من العام 2022 تأييدها لخطة الحكم الذاتي للصحراء المغربية.

تصاعدت حملات الهجوم اللفظي بين البلدين أيضا لتصل ذروتها عقب إعلان عمر هلال، سفير المغرب لدى الأمم المتحدة تأييده الصريح لحق سكان منطقة القبائل في تقرير مصيرهم ردا على الدعم الجزائري لجبهة البوليساريو، وهو ما أثار غضب الحكومة الجزائرية التي سارعت لاستدعاء سفيرها لدى المغرب للتشاور.

كما اتهمت الجزائر المغرب باستخدام برنامج بيغاسوس للتجسس الإسرائيلي لاستهداف هواتف شخصيات عامة ومسؤولين سياسيين وعسكريين جزائريين.

وتتهم أيضا الجزائر المغرب بدعم جماعتين تدرجهما على قوائم المنظمات الإرهابية وهما رشاد الإسلامية وماك في منطقة القبائل وحملها مسؤولية الحرائق التي اجتاحت أراضي القبائل.

الجزائر عوض أن تستفيد من ثرواتها الطبيعية لخدمة بلدها وتطويره، تضيع مبالغ طائلة في شراء الأسلحة وتتأهب لشن حرب على المغرب، إذ رصدت حكومة تبون أضخم موازنة لوزارة الدفاع لعام 2023، وهو ما تأكد خلال تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لوسيلة إعلام فرنسية قال فيها إن الأسباب الكامنة خلف قرار بلاده قطع العلاقات مع المغرب كان بديلا عن نشوب حرب بين الجارين، وحمل النظام المغربي مسؤولية الأزمة التي مرت عليها عقود وهي قضية البوليساريو.

لا يبدو أن التطبيع مع إسرائيل ولا قضية البوليساريو ما يدفع الجزائر إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، فحسب محللين ومتابعين للشأن المغربي الجزائري الأمر أكبر من ذلك بكثير.

المغرب ليست الدولة الوحيدة التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل، لكن الجزائر لم تحذو الحذو ذاته مع الإمارات والبحرين وتركيا ومصر والأردن والسودان، فما السبب؟

بالعودة إلى التاريخ، التوتر والخلاف والمواجهة العسكرية والفتور أهم ما ميز علاقات المغرب والجزائر منذ فجر استقلال الجزائر في العام 1961.

ورغم التأييد التي قدمه المغرب لجبهة التحرير الجزائرية خلال حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي ظلت القيادة الجزائرية الشابة بعد الاستقلال تتوجس من نوايا المغرب بسبب مطالبة المملكة المغربية بمنطقتي تندوف وبشار اللتين كانتا تحت السيطرة الفرنسية منذ العام 1950، واتهمت المغرب السلطات الفرنسية بمحاباة الجزائر  لدى ترسيم الحدود بين البلدين ونشر المغرب في العام 1962 قواته في منطقة تقع خارج خط الحدود التي رسمتها فرنسا بين البلدين.

واندلعت الحرب بين البلدين خلال عامي 1963 و 1964 وبدأت بمناوشات متفرقة لكنها تصاعدت في شهر أكتوبر من تشرين الأول من العام 1963، واستمرت إلى غاية العام 1964، قبل أن تتوقف بتدخل من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، وتوصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار، إلا أن الحرب تركت جرحا عميقا وأثرا لا يمحى في جسد العلاقات المغربية الجزائرية.

وتوجه 350 ألف مغربي في العام 1975 إلى الصحراء المغربية في الوقت الذي كانت تتأهب فيه إسبانيا لإنهاء استعمارها للمنطقة المترامية الأطراف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى