ثقافة

فيلم عمر الفراولة.. المغامرات على الطريقة الجزائرية

كان – عبد الستار ناجي


ان يتم اختيار الفيلم الجزائري – عمر الفراولة – ضمن عروض منتصف الليل في مهرجان كان السينمائي فأن ذلك بحد ذاته يعني اننا امام نقله كبري في صناعة افلام المغامرات في السينما الجزائرية حيث يقدم لنا المخرج الياس بلقادر تجربة سينمائية رغم كونها غربية عن كيانات ونتاجات السينما الجزائرية والعربية بشكل عام الا انها تذهب الى جوانب اضافية من صناعة السينما بمستوي احترافي عال ومعطيات تمتع عشاق هكذا نوعية من النتاجات السينمائية التى يمكن ان تشاهد في كل مكان من انحاء العالم لانها سينما المغامرات والمتعة التى تتجاوز الصيغ التقليدية لسينما القضايا الكبري .
في هذا الفيلم يشكل الثنائي رضا كاتب وبينوا ماغيميل ثنائيًا لا يقاوم من رجال العصابات الوقحين في هذا الفيلم المثير للإعجاب للمخرج إلياس بلقدار – مؤلف الفيلم القصير- يوم الزواج –
وهو ايضا كاتب سيناريو – أثينا – من اخراج رومان جافراس ، الفيلم الاول لهذا المخرج الشاب تم اختياره لعرض منتصف الليل في مهرجان كان ، ومثل هذا الاختيار اعتراف صريح بمكانة المخرج والفيلم الذي يعرض فيلمه الى جوار اعمال اهم صناع افلام المغامرات ومنهم جست فيلبوت وكيم تي جون انريج كاشياب وايضا روبرت رودريجز .

في عمر الفراولة. حيث يتم استخدام هذا التعبير القديم اللذيذ عمدًا لنقول إلى أي مدى يشبه عمر (رضا كاتب) وروجر (بينوا ماجيميل) الأحافير في مجتمع اليوم. الأول ، الذي هبط في الجزائر ، لأنه لولا ذلك كان سيُحبس في فرنسا ، يلعب دور سكارفيس من خلال إظهار عضلاته الصغيرة في أي مناسبة وإثارة غضب شديد بعيون وقحة حادة . .

الثاني ، الذي تبعه بدافع الصداقة (وبالتأكيد لأنه لا علاقة له بحياته ، على أي حال) ، يتجسد في بينوا ماجيميل من الأيام العظيمة ، البدلة البيضاء والنظارات الشمسية ، وكأنه يطيل دوره كمتحدث سلس. بجانب اللوحة في باسيفيكتيون. عذاب على الجزر بواسطة ألبرت سيرا. بينما يحاولون العودة إلى مخططات السفاحين غير المرغوب فيهم للوقوف على أقدامهم – يجد عمر نفسه ، ولا نعرف بأي معجزة ، على رأس أحد المصانع – يمنحهم إلياس بلكدار روحًا شبيهة بالحجر الصحي: إنهم يميلون رجال العصابات ، الذين ينشطون في عالم لم يعودوا يفهمونه ويحاولون التغلب على ما تبقى منهم ، نوع من الرجولة الرجولية المثير للشفقة – ولكنه مضحك للغاية .
يعود روجر الى الجزائر سجن 20 عاما وعلية ان يظل بعيد عن فرنسا حتى لا يعود الى السجن مجددا لعلاقته مع عالم الجريمة يتزامن ذلك مع حصول عمر على فرصة عمل في احد المصانع ( للحلويات ) حيث التقي مع سامية . وليشكل هذا الثلاثي علاقة انسانية الا ان روجر يظل ملتصقا بعالم الجريمة وتبدا المواجهات مع عاالم المافيا والجريمة في مغامرات لعلنا نشاهدها للمرة الاولي في السينما الجزائرية .
عمر يجد نفسه وسط تلك العاصفة وعلية ان يدافع عن نفسة وحبيبته وايضا صديقة وهكذا روجر لنجد انفسنا امام كمية من المغامرات والقتلي ذات الايقاع السريع الذى لا يهدأ والذى يتطلب احترافية مخرج يمتلك ادواته السينمائية .

سينما من نوع مختلف لا قضايا كبري ولا تنظير بل مغامرات ومتعة المشاهدة لهكذا نوعية من الاعمال السينمائية التى سرعان ما تتجازوها فور الانتهاء منها ولكن هذا لا يمنع ان نقول باننا امام اسم سيجد طريقة في عالم صناعة السينما في اي مكان وباحترافية عالية كما نشيد بالاداء المتميز رضا كاتب ومريم امير والنجم النمساوي بينوا ماجيميل .. ونقول برافوكبيرة لمدير التصوير اندرية شميتوف .
ونخلص ..
فيلم – عمر الفروالة – سينما المغامرات على الطريقة الجزائرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى