ثقافة

مهرجان المسرح العربي 14: دورة استثنائية في بغداد

بغداد – عبدالستار ناجي


تتواصل فعاليات الدورة الرابعة عشر لمهرجان المسرح العربي الذى تنظمة الهيئة العربية للمسرح في العاصمة العراقية فيما يوصف بالدورة الاستثنائية منذ اللحظات الاولي للاعلان عن التحضير لاعمالها التى تأتى حبلي بالبصمات المسرحية الابداعية الرفيعة المستوي .
واتزامن افتتاح المهرجان مع اليوم العربي للمسرح، على المسرح الوطني في بغداد، تحت شعار “نحو مسرح جديد ومتجدد”، الذي تنظّمه الهيئة العربية للمسرح، مركزها في الشارقة، وبدعم من حاكم الشارقة سلطان القاسمي، وبرعاية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ومشاركة دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية ونقابة الفنانين العراقيين
و تضمن حفل الافتتاح كلمة وزير الثقافة العراقي ، أحمد فكاك البدراني، التي جاء فيها أن “انطلاق المهرجان خطوة رائعة لصناع الحياة على خشبة المسرح الخشبة توصل رسالتهم بكل معانيها من خلال الحركة والكلمة والإيماء والصوت والصورة، مضيفاً: “منذ أن أنشأ الإغريق المسرح وهو جسر رائع لإيصال الرسائل المعبرة بكل تفاصيل الحياة، إلى الأجيال، وأروع القصص وأفضل الكتاب وأسماء تبقى لامعة ما دامت الحياة مستمرة، وكثيرة هي الأسماء ومن تغنوا به على الخشبة.

فيما قال امين عام الهيئة العربية للمسرح،الكاتب الاماراتي اسماعيل عبد الله، في كلمته:” نتقدم بالشكر لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني على توجيهاته بإعادة إحياء لمهرجان، والشكر أيضا لوزير الثقافة أحمد البدراني الذي حرص على مواكبة كل تفاصيل تحضيرات المهرجان على مدار 10 أشهر”. مضيفا :”نحن مسرحيون نبتدع حلمنا من قلب جراحنا ونحن الكلمة حين يبتلع الخوف الألسن وتسكن الأصوات”.واكد ان: “المسرح مشعلنا حين يدلهم الظلام ينير لنا الطريق، وهو موعدنا السنوي الذي أصبح مرتكزاً مهماً لتحقيق شعارنا الدائم (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد ) .
وبدورها القت الفنانة اللبنانية نضال الأشقر رسالة اليوم العربي للمسرح، التي كتبتها بنفسها، وجاء فيها: “كيف لنا نحن المبدعين أن نشاهد المجازر والأطفال والقتلى، والعائلات المدمرة والبيوت التي سطحت على الأرض في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا وليبيا والسودان، وألا نعبر بأعمال مسرحية، وعلى مدى قرن كامل، عما كنا شهوداً عليه. ألسنا نحن مؤرخين من نوع آخر؟ ألسنا نحن مشاهدين ومسجلين للحاضر؟ ألسنا نحن ناقلي التراجيديا الإنسانية على المسرح، كي تصل إلى قلوب الناس وعقولهم؟ ألسنا نحن من ينتزع الأقنعة عن كل وجه مزيف، وعن كل قضية فاسدة؟”، مضيفة: “اليوم نحن في العراق، في بلاد ما بين النهرين، حيث كانت بابل وسومر وأكاد، وكانت نصوص الاحتفالات والصلوات والأعياد، كأنها مسرح كبير. وكان جلجامش وإنكيدو، وكان أيضاً النص الحواري الأول الذي وصلنا، وهو النص البابلي: (السيد والعبد)، ثم كان الإغريق حيث انطلق المسرح وانطلقت معه الديمقراطية أو حيث كانت الديمقراطية وانطلق منها المسرح. ولم يتوقف هذا الفن الجماعي الإنساني إلى يومنا هذا، بكل حلله التي تتماشى مع مختلف بلدان العالم ” .
وتضمن حفل الافتتاح عرض مسرحية “مترو غزة” المسرحية التي قدمت على مسرح الرشيد، تاليف خولة ابراهيم وإعداد محمد ابو سل واخراج الفرنسي هيرفي لوشيمول، تمثيل مسرح الحرية في مخيم جنين. وياتي اختيار هذه المسرحية وندوة خاصة بعنوان المسرح والمقاومة الثقافية في فلسطين” تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة .

وحري بالذكر ان الدورة ال 14 تتضمن مشاركة 20 عرضاً مسرحياً، تأهلت للمهرجان، منها 13 تتنافس على جائزة سلطان القاسمي، وهناك 7 عروض موازية، غير مشاركة في المسابقة”،ومنها مسرحية “ثورة” من الجزائر للمخرج عبدالقادر جريو، فيما يحضر المغرب بثلاثة عروض هي “كلام” لمخرجه بوسلهام الضعيف، و”إكستازيا” لمخرجه ياسين إحجام، و”تكنزا قصة تودة” لمخرجه أمين ناسور، ومن الأردن يحضر عرضان هما “فريمولوجيا” لمخرجه الحاكم مسعود، و”إنتغوني” لمخرجه حكيم حرب”، مشيرا الى “مشاركة كل من جيبوتي والصومال وجزر القمر للمرة الأولى في دورة هذا العام عبر ندوات نقدية ومداخلات تحليلية .
العراق البلد المستضيف له في المهرجان ثلاثة خمسة عروض هي “بيت أبوعبدالله” لمخرجه أنس عبدالصمد، و”حياة سعيدة” لمخرجه كاظم نصار، ، و”صفصاف” لمخرجه علي عبدالنبي الزيدي، و”ترنيمة الانتظار” لمخرجه علي حبيب، و”جنون الحمائم” لمخرجته عواطف نعيم، عرض موازي غير مشارك في المسابقة .
كما كرم المهرجان خلال حفل الافتتاح 23 مسرحياً عراقياً من اجيال مختلفة.
وتقدم الإمارات في دورة هذا العام بعرضين هما “زغنبوت” لمخرجه محمد العامري، و”الجلاد” لمخرجته إلهام محمد، ومن سلطنة عمان يحضر عرض “سدرة الشيخ” لمخرجه عماد الشنفري، واعتذرت الكويت عن تقديم عرض “صمت” لمخرجه سليمان البسام، لأسباب طارئة تمثلت بمشاركة 3 عناصر فنية فرنسية، حيث أصرَّت السُّلطات الفرنسية على عدم السماح لمواطنيها بالسفر إلى العراق (في هذه الفترة لأسباب أمنية)كما جاء في الرسالة التى بعث بها المخرج الكويتي سليمان البسام للجنة المنظمة للمهرجان .
وتشارك مصر بعرض “البؤساء” لمخرجه محمود حسن حجاج. بينما تشارك تونس بعرضين هما: “غداً وهناك” لمخرجه نعمان حمدي، و”حلمت بك البارحة” لمخرجيه لبنى مليكة وإبراهيم جمعة .

هذا وتشكلت لجنة تحكيم عروض المسابقة الرسمية للمهرجان برئاسة الفنان أيمن زيدان (سوريا) وعضوية كل من سامح مهران (مصر) وحسام أبو عيشة (فلسطين) وعلي الفلاح (ليبيا) وهشام زين الدين (لبنان ) .
وحري بالذكر ان المهرجان في دورته الحالية يعمر بالفعاليات والانشطة التى تتواصل لاكثر من 16 ساعة يوميا من الانشطة والفعاليات من بينها الموتمر الفكري والعروض والاستديو التحليلي والتكريمات والموتمرات الصحفية وغيرها من الانشطة بالاضافة الى الحوار الذي يتواصل بين ضيوف المهرجان في مقر اقامة الضيوف الذين يتوزعون على فندقي ميليا المنصور وميريديان فلسطين .في قلب العاصمة العراقية حيث تشهد العروض الكثير من الاقبال والمتابعة من الجمهور العراق المتعطش لهكذا انشطة وفعاليات فنية وثقافية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى