ثقافة

الفيلم السعودي الى ابني.. ايها البطل الأساسي!

جدة – عبد الستار ناجي


ضمن عروض مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي في دورته الثالثة تم عرض الفيلم السعودي ( الى ابني ) من توقيع النجم التونسي ظافر العابدين وبطولة كوكبة من نجوم السينما السعودية يتقدمهم النجم القدير ابراهيم الحساوي وسمر شيشة وايدا القصي وخيرية نظمي وساره اليافعي وادم ابو سخا والبريطانية اميليا فوكس والطفل الموهوب ادم زهر ( بدور الابن ادم ) .
تبدا احداث الفيلم مع اغتيال زوجة رجل سعودي اثر مشاجرة بين زوجها واحد المشتردين الذى طلب منه المال وسرعان ما تحول الامر الى شجار كانت ضحيته زوجته الحامل التى انجبت له طفلة الوحيد . لتمضي الاحداث الى حيث يقرر الاب السعودي الاستقالة من عمله في مجال الاعلانات والعودة من لندن الى اسرته في مدينة ابها مع ابنه بعد 12 عاما من الغياب الذى ترتب عنه خلاف مع والده المتصلب والذى رفض سفر ابنه للخارج وايضا زواجه من اجنبية كما رفض لاحقا عروض الزواج لابنته الكبري حتى عنست وايضا ابنته الصغري لاسباب واهية .
كل تلك الحكاية تبدو ذريعة للوصول الى الحدث الاساسي وهو الوصول الى مدينة ابها بكل جمالها وسحرها الاخاذ حيث ظلت رغم تداخل الاحداث والحكايات الذى ذهبت باتجاهات متعددة ومن بينها اخفاء ( فيصل )( ظافر العابدين ) العائد الى السعودية حكاية اصابته بمرض سرطان الرئة . وتشدد الاب ( ابراهيم الحساوي ) ومحاولات بقية افراد الاسرة المحافظة على كيان الاسرة وتماسكها .
مجموعة خطوط وحكايات وهي حتى مرحلة متقدمة من الفيلم تبدو هشة وركيكة وغير قادره على المضي باحداث الفيلم مثل حكاية الشقيقة الصغري ومحاولة زواجها وايضا حكاية الاب والتعنت والاصرار على التقاليد وعالم النحل وايضا حكاية البحث عن مدرسة للطفل العائد من لندن ثم حكاية ( فيصل ) مع صديقة شقيقته التى تعمل في مجال الاثار في مدينة ابها . وان ظل الثقل الاكبر هو مسار مرض الابن العائد ( فيصل ) الذى ساهم في تغيير الاحداث والمواقف من قبل الاب ( ابراهيم ) .
حكايات لا تدفع بالمسارات الدرامية الى المضي قدما ولا تثري مضامين الحدث شانها شان كم من المشهديات المقحمة مثل مشهد ( ركوب الخير ) و ( الشعر ) والتجوال المتكرر بالسيارات ومن قبلها مشاهد الاغتيال والعمل ..
المحور الذى كان الاكثر فعلا هو ( المرض ) والذى حتم العودة . ثم ذلك البهاء والجمال في مدينة ( ابها ) حيث استطاع المخرج ظافر العابدين ان يقدم لنا حالة من الدراما السياحية والتى بررها تاره بالعودة وتاره بالذهاب للبحث عن مدرسة ثم السوق وتذوق الماكولات ولاحقا المساعدة في التجربة السياحية . ورغم كل الجهد المبذول في تلك المشهديات الا انها ظلت مقحمة وغير مبررة في عدد من المشاهد اللهم الا مشهد الوقوف على قمة ( ابها ) ومن قبلها مشاهد الاذان والعيد وثم تلك المنشأت والطرق التى تقدم ابها كونها احد اهم المدن السياحية ليس في المملكة العربية السعودية بل وفي دول مجلس التعاون الخليجي . وهي احدث جاءت كجزء اساسي من الحدث .
الا ان الفيلم يظل غير قادرا على ايصال الكثير من الرسائل الاجتماعية حول تماسك الاسرة وبل ان بعضها يأتي بشكل مباشر في مشهد الحوار بين فيصل وشقيقته وهي تخبره بانها تقود السيارة وعلية ان يجدد معلوماته حيث التغيير الاجتماعي الشامل الذى تعيشه المملكة اليوم امر لا يحتاج الى ذلك الاقحام وتلك المباشرة لاننا امام تغيير وفجر جديد ونقله كبري بات العالم يعيشها في كل لحظة .
في الاداء مساحات من التقليدية بالذات في اداء ظافر العابدين وايضا الفنان ابراهيم الحساوي والاستثناء مع الفنانة سمر شيشة بدور الشقيقة الكبري ( العانس ) التى كان صمتها ثريا وابتسامتها الوحيدة مدهشة وعميقة .
فيلم ياخذنا الى محور اساس هو الترابط الاسري واهميته التى تلغي كافة الاحلام الاحادية كما حدث مع عودة الابن وتضحيات الابنه الكبري ولاحقا الابنة الصغري وحتى الطفل .
فيلم يحاول ان يهز بعض المعطيات الاساسية ونخص محور المحافز\ظة على التقاليد والارث في وقت المتغيرات العاصفة والانفتاح والتجديد والانطلاق صوب المستقبل ورغم حضور هذا الجانب الا انه يظل بامس الحاجة الى المزيد من العمق ومزيد من التكثيف ولكن زحمة الاحداث والشخوص و( ابها الساحرة ) جعلتنا امام موضوعات عدة حيث التشتيت واللا اتجاة .
وحتى لا نطيل نقول
رغم اهمية مسار المواجهة بين التقاليد والمتغيرات والحداثة الا ان ( ابها ) سرقتنا بجمالها الذى يظل حاضرا بينما تضمحل بقايا الشخوص والاحداث والحكايات والاحلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى