ثقافة

المغرب يفوز بجائزة أفضل عرض مسرحي عن مسرحية تكنزا في مهرجان المسرح العربي ببغداد

بغداد – عبد الستار ناجي

فازت المسرحية المغربية «تكنزا.. قصة تودة» للمخرج المغربي المتميز لامين ناسور ومن تأليف طارق الربح وإسماعيل الوعرابي، ب«جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي»، جاء ذلك في ختام فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان المسرح العربي في بغداد، وقد شهد حفل الختام الذي أقيم في المسرح الوطني في العاصمة العراقية بحضور كل من وزير الثقافة العراقي محمد فكاك البدراني، وإسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، وجبار جودي نقيب الفنانين العراقيين وحشد من المسرحيين من انحاء العالم العربي .

وأشار رئيس لجنة التحكيم الفنان السوري أيمن زيدان، إلى أن هناك 12 عملاً مسرحياً تنافست على «جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عرب»، ولفت إلى أن اللجنة عقدت 9 اجتماعات لمناقشة تلك الأعمال، وهي: «ثورة» من الجزائر، وهي مقتبسة عن نص لكاتب ياسين، «فريميولوجيا» من الأردن تأليف وإخراج د. الحاكم مسعود، «سدرة الشيخ» من سلطنة عمان عن رواية «الشيخ الأبيض» لصاحب السمو حاكم الشارقة، «بيت أبو عبد الله» من العراق تأليف وإخراج أنس عبد الصمد، «اكستازيا» من المغرب«تأليف وإخراج ياسين أحجام، «زغنبوت» من الإمارات تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج محمد العامري،«حلمت بيك البارح» من تونس، تأليف وإخراج لبنى مليكة، «الجلاد» من الإمارات، تأليف احمد الماجد وإخراج إلهام محمد، «حياة سعيدة»، و«صفصاف»، من العراق، و«غدا وهناك» من تونس، ثم أعلن زيدان عن العرض الفائز بالجائزة، وقد تكونت لجنة التحكيم من: حسام أبوعيشة من فلسطين، ود. سامح مهران من مصر، وعلي الفلاح من ليبيا، ود. هشام زين الدين من لبنان.
وعاش المهرجان دورة استثنائية وزخما كبيرا على مستوى الأطروحات النظرية حول مختلف مفاصل المسرح، فعلى مدار سبعة أيام ناقش المؤتمر الفكري العديد من القضايا والإشكاليات المتعلقة بالدراما وآفاقها المختلفة، حيث خصص اليوم الأول للنص المسرحي، والثاني للحساسيات الجديدة، وجاء الثالث بعنوان «يوم التفاعلية»، ودرس الرابع دور الصورة في العمل المسرحي، ودار الخامس حول مستقبل «أبو الفنون»، وناقش السادس مضمون الكتب التي أصدرتها الهيئة العربية عن المسرح العراقي، وألقى اليوم السابع الضوء على المسرح العراقي في المهجر .

وشهد المهرجان ايضا ندوة عن المسرح والمقاومة الثقافية في فلسطين، أضاءت على تجارب مسرح الحرية-جنين، والمسرح الشعبي-رام الله، ومسرح سنابل-القدس، ودار فيها الحوار حول أعمال، عربية أو غربية، وظفها الفنان الفلسطيني ليبرز من خلالها وعيه بمسألة المقاومة، حيث تحدث بعضهم عن مسرحيات فلسطينية شهيرة، مثل «اسرق أقل رجاء»، المأخوذة عن نص لداريوفو، و«رحلات أبو الخيرزان» المقتبسة عن رواية «رجال في الشمس» لغسان كنفاني..إلخ .

وعلى هامش المهرجان عقدت ندوة في كلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد، حول المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي في نسختها الثامنة، والتي جاء موضوعها بعنوان «الخصوصية الفكرية والجمالية في التجربة المسرحية النسوية.. أنموذج تطبيقي على تجربة معاصرة لواحدة من سيدات المسرح العربي»، وفازت بالمركز الأول فيها أمينة بنت أحمد دشراوي «تونس»، وذهب المركز الثاني إلى فاطمة أكنفر «المغرب»، وحصلت منى عرفة «مصر» على المركز الثالث .

وأصدرت الهيئة العربية للمسرح 20 كتاباً جديداً حول المسرح العراقي، تنوعت بين النقد والدراسة البحثية، والتوثيق، والتأليف النصي، ومن أبرز تلك العناوين: «مفاهيمية العلامة المسرحية.. الدلالة والتحولات» للدكتورة إيمان الكبيسي، و«الملتيميديا في المسرح» لبهاء الكاظمي، و«العولمة والعرض» لتحرير الأسدي، و«تركيبة الأداء في الفرق العراقية المعاصرة» لتمار ميثم، و«حضور المؤدي.. غياب التمثيل» لحيدر جمعة .

كما كرم المهرجان 23 فناناً من قامات المسرح العراقي، وهم: د. ياسر البراك، ود.محمد حسين حبيب، ومازن محمد مصطفى، ود. كريم عبود، وكاظم النصار، وطلال هادي، ورائد محسن، ود. حليم هاتف جاسم، وحاتم عودة، وبيات مرعي، ود. إقبال نعيم سلمان، وأحلام عرب، وآسيا كمال، وآلاء حسين، وجواد الساعدي، وحكيم جاسم، وحيدر حسين، وسهى سالم، وعكاب حمدي، وكريم رشيد، وكريم محسن، ومثال غازي، ومناضل داوود .

وحري بالذكر ان العرض المغربي الفائز «تكنزا.. قصة تودة» ينتمي إلى تلك الأعمال التي تدعو إلى التمسك بالجذور، من خلال الفتاة تودة التي تهاجر من منطقة الجنوب الشرقي في المغرب، إلى إحدى المدن الكبرى، ولكنها لا تتأقلم في حياتها الجديدة، ولا تشعر إلا بالاغتراب، فتقرر في لحظة حنين العودة إلى قريتها، والعرض الذي يدمج الحوار بالموسيقى الشعبية والرقص، يحتفي أيضاً بالنساء، فتودة فتاة قوية نشأت في منطقة تقول إحدى أشهر أغنياتها «في الجنوب كل النساء بقلبين، وهناك كتاب يمشي على قدمين” .
كما شهد المهرجان غياب العرض الكويتي – صمت – للمخرج الكويتي سليمان البسام بسبب تواجد عناصر اساسية في العرض تحمل الجنسية الفرنسية فضلت عدم الذهاب الى بغداد – بسبب الظروف الامنية –كما جاء في بيان لعناصر العرض . رغم ان بغداد عاشت ايام مسرحية مشبعة بالامان والاستقرار والتفاعل مع العروض الذى حول صالات العرض في بغداد الى اعياد وعرس فني كان وراءه الهيئة العربية للمسرح وايضا نقابة الفنانيين العراقيين بجميع كوادرها .
ويبقي ان نقول
الدورة الرابعة عشر لمهرجان المسرح العربي في العاصمة العراقية دورة استثنائية بكل ما تعني المفردة .. ومبروك للعراق التنظيم وللمغرب الفوز المحجل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى