ثقافة

الفيلم المغربي العصابات..جثة في الدار البيضاء!

كان – عبد الستار ناجي


يدهشنا المخرج المغربي كمال الازرق وهو يقدم تجربته السينمائية الاولي من خلال فيلم – العصابات – الذى عرض في تظاهرة نظرة ما في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السادسة والسبعين . حيث يقدم هذا المخرج الواعد احترافية عالية عبر ذريعه تلك القصة التى قام بكتابتها واخراجها لتمرير الاسلوب الذى ارده والذي يكشف وبوضوح سافر عن موهبة واحترافية ومقدرة على تقديم القضية بعمق فني سيتوقف عنده الكثير من نقاد السينما العالمية والعربية بكثير من البحث والدراسة والتحليل .
فيلم – العصابات – عبر حكايته كما اسلفنا يبدو ذريعة لهذا المخرج الشاب لاكتشاف قدرته وموهبته وثقافته السينمائية العالية من خلال حكاية حسين اوعصام اب وابنه الذين تجمع بينهم الظروف بعد خروج الاب من السجن ليكون ذلك اللقاء مدخل الى حادث اعتراضي يؤدي لاغتيال احدهم وتكون مهمتم على مدي نهار والليلة كاملة التخلص من تلك الجثة لتقودهم رحلة الخلاص تلك الى العوالم السفلية لمدينة الدار البيضاء والمافيات المتعددة بالذات مافيا الكحول .
مغامرة سينمائية تقود ذلك الثنائي الى متاهات عوالم صعبة وقاسية اعتبارا من مواجهة المزاعين الى المافيات المختلفة والعصابات الصغيرة منها والكبيرة من التاكيد دائما عبر المؤشرات الجغرافية اننا في تلك المدينة المترامية الاطراف حيث تلك الجثة تظل في مهب الريح والمواقف الصعبة التى تجمع الاب مع ابنه .
علاقة بين جيلين وفكرين مختلفين وعلاقة مع واقع صعب وقاسي وكان الاب في بعض اللحظات يقول ( ليتني بقيت في السجن ) عن تلك الحرية التى قيدته وارهقته وتكاد تصيبة بالجنون لقسوة اللحظات التى تعصف بهما .
المخرج كمال الازرق في فيلمه – العاصابات – لا يتحذلق بل يمارس حرفته بعناية وتأن وكتابته بكل كثير من التحليل والعمق واشتغاله السينمائي بكعب عال علي صعيد ادارة الممثلين والفريق وتحريك الكاميرا .. وفي منطقة الممثلين نشير الى الايقاع العالي الذى عاشته تلك الشخصيات والاداء المتماسك المحافظ على الايقاع والتنامي وتطور الشخصيات والاحداث ..
رحلة مجنونه مسعورة تعري كل شي بلا زيف وبلا تملق وبلا تغييب للاهداف التى عمل النص والفيلم بشكل عام على ايصالها بالذات فيما يخص العلاقة مع مدينة الدار البيضاء وعوالم الليل واسراره ..
رحلة سينمائية تجعلنا امام موهبة سينمائية سيكون لها كثير من الشأن والمكانه اذا ما اكمل مشروعه السينمائية وحظي بالدعم والرعاية والاسناد .
معه في الفيلم الثنائي ايوب العيد ( عصام ) و عبداللطيف مستوري ( حسين ) . والذين عاشا الشخوص بتقمص عال وفهم لطبيعة العلاقة والاختلافات وايضا الهوة الواسعة بينهما ومقدرة كل منهما للتفاعل مع اللحظة ومتغيرتها ..
خلف الكاميرا مدير التصوير المتميز امين برادا الذى اضاف الكثير من الحلول البصرية بالذات خلال مشاهد الليل وحركة الكاميرا مع ايقاع الموسيقي الرائع الذى يمثل ذات النبض المعادل للحلول التى قدمها المخرج .
في فيلم – العصابات – نحن امام مخرج مغربي عال الكعب لعله اهم وابرز الاكتشافات خلال السنوات الخمس الاخيرة … لانه باختصار مخرج يمتلكة حلوله ولغته وايضا هويته وهنا الاهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى