ثقافة

فيلم شماريخ.. شاهدناه من ذي قبل!

جدة – عبد الستار ناجي


الاشكالية الاساسية التى يعاني منها فيلم – شماريخ – للمخرج عمرو سلامه اننا شاهدنا العشرات من هكذا نوعية من الاعمال السينمائية سواء في السينما الاميركية او الاوروبية او حتى بوليوود او نوليوود وايضا في السينما المصرية .
حتى تجمع المصادفات بين محامية شابة ابنه محامي مشهور تم اغتياله على يد احد المجرمين ابناء ( غير معترف به ) لزعيم احد العصابات وتحاول الاخذ بثأرها قانونيا بينما يحاول هو مواجهة اخية ( غير الشقيق ) الذى يريد السيطرة على عرش تلك الامبراطورية الاجرامية .
شي ما يذكرنا بعشرات الافلام حيث لا حوار ولا قضية والاهدف شوي عشرات القتلي الذين يتساقطون كما الذباب على طريقة فيلم ( جون وويك ) حيث العشرات يتساقطون الواحد تلو الاخر ولربما كانت هناك التقنيات والاحترافية الفنية والمعالجة البصرية واستخدام الموثرات عاملا لتمرير الكثير من الهوامش ولكننا هنا امام هوامش وحكايات وشخصيات مقحمة وغير مبررة تارات عدة .
في الفيلم تقليدية في التمثيل لا يمكن ان تصلح لهكذا فعل سينمائي من نوعية افلام المغامرات حيث لا شي لافت في الاداء حتى من نجوم كبار مثل خالد الصاوي او أسر ياسين الذى لم يحقق معادلات التغيير والتطور في الشخصية بين المجرم والمحب والثأر والانسان وغيرها بل ان ادائه سقط في الرتابة . وهكذا الامر عند الفنانة امينة خليل التى عليها ان تراجع ( اكثر من مرة ) اداءها وتعابيرها التى تبدو ( ضحلة ) مع هكذا شخصية تذهب بها الى عالم افلام المغامرت ويبدو انها حتى اللحظة ليست جاهزة لهكذا تجربة على اقل تقدير جسديا في التعامل مع مشاهد المغامرات .
رغم ان الفيلم كتبة المخرج عمرو سلامه ( الاكثر نشاطا وعملا ) الا انه اخراجيا ظل محصورا في تلك المشهديات وكم كنت اتمنى ان يرسخ معادلة حضور الالعاب النارية ( الشماريخ – باللهجة المصرية الدارجة ) الا ان تلك المعادلة ظلت منقوصة لاننا امام حرفيات لا تزال ناقصة وبشكل صريح في السينما المصرية ( حتى على صعيد المؤثرات البصرية ) .
فيلم تدخلة وتخرج منه لاتكتشف بانك شاهدت فيلما قد شاهدته في عشرات الافلام بل اننا امام مشاهد تكاد تكون منسوخة بالكامل من افلام اخري مثل استخدام الدراجات والعلاقة بين الانسانة البرئية والمجرم الذى يريد ان يكون انسانا ولكنه ارثة الاجرامي يأسره .
فيلم منذ المشهد الاول يعتمد علي المصادفة وعلى المغامرة المسطحة التى لا تثري المشاهد او الحدث لذا نظل ندور في ذات الدائرة مع تساقط كم كبير من الشخصيات التى لا يمكن عدها او احصاءها لسبب او حتى بلا سبب مثل مشهد اصابة الطفلة الصغيرة الذى يبدو غير مبررا وغير فاعلا في تغيير مسارات الحدث او البناء الدرامي بشكل عام . وهكذا العلاقة بين الشخصيات .
انها الاشكالة الكبري فيلم مغامرات اضاعت بوصلته الهدف والمبرر وفي المقابل انزلق نجومة وفريقه الى التقليدية في كل شي حتى احترافية الانتقال الى تقديم فيلم مغامرات يحقق نقله اضافية في رصيد السينما المصرية ورصيدهم الفني .
ويبقي ان نقول باننا امام فيلم ستمد الطوابير طويلا امام شباكة ولكن بعد الخروج من الفيلم سيتكرر ذات السوال اين شاهدنا مثله .. فترد اسماء كثيرة من الافلام العالمية والهندية ولربما العربية بمواصفات انتاجية مختلفة .
فيلم – شماريخ – سينما المغامرات ولكن بلا هوية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى