ثقافة

فيلم نوستالجيا.. الايطالي مارتوني العودة للموت!

كان – عبد الستار ناجي


المخرج الايطالي ماريو مارتوني يعتبر احد الرهانات السينمائية المتجددة للسينما الايطالية عبر نتاجات تمتاز بالعمق والثراء في المضامين الاجتماعية وهو يحتفي في فيلمه الجديد – نستالجيا – حنين – بمدينة نابولي على خلفية عودة فيليسي الى نابولي بعد 40 عاما قضاها في بيروت ثم الاستقرار في القاهرة والزواج واتقان العربية بطلاقة .


فيليس يعود لرعاية والدته التى تعيش ايامها الاخيرة ويلاحظ بان المدينة لم تتغير حيث الصبية يتحركون ليلا على الدراجات النارية للصراع فيما بينهم عبر عصابات ظلت عبر التاريخ تحكم شوارع ومدن وازقة نابولي .
يبدا بالتحرك من اجل التواصل مع صديق الصبي الذى تركه هاربا من جريمه كانا قد ارتكباها سويا وظلت تلك الجريمة تحاصرة في حلمه ويقضته . وحينما يصل للمدينة يعلم بان صديقة اصبح اهم زعماء المافيا ويدير عصابة كبيرة تاتمر بامرته وتخاف سطوته .


خلال تواجدة تنشأ بينه وبين احد القدسين في كنسية القرية علاقة وطيدة نتيجة معرفة القسيس بوالدته واحترمه لها ويقوم هذا القسيس بدور اجتماعي عالي من خلال تاهيل الاطفال والشباب ومزجهم بالمجتمع والخدمات الاجتماعية ويحاول القسيس تعريف فيليس بجميع عناصر الحي وتحذيره من لقاء صديق الامس الذى اصبح ذئب منفلت ومجرم مطلوب . ولكنه يصر على لقاءه . فائا به انسان اخر غير الذى عرفة وصداقه . انسان مجرم متهور ارعن مريض .. يقوم في المشهد الختامي باغتيال فليسي رغم انه يعثر على صورة في جيبة تجمعها سويا .


فيلم – حنين – يوصل الانسان الى الموت . حنين الى الامس يذهب به الى الموت . اشتياق الى النهاية التى تاجلت اكثر من 40 عاما وكانه يعود الى قدره المؤجل في تلك المدينة المحكومة بالموت .. او البقاء على حافة الموت في ظل هيمنه الجريمة والعنف الذى يعصف في كل ليله .


بدور فيليس النجم الايطالي المتميز بيير فرانشيسكو فافينو والذى يبدو الاقرب الى جائزة افضل ممثل هذا العام نظرا لاداء العالي ومقدرته على تطوير الشخصية والذهاب الى مراحلها حتى اللحظة الاخيرة وهي الموت على يد صديق الامس .


المخرج ماريو مارتوني اسم كبير في السينما الايطالية اليوم لانه يقدم سينما تحمل بصمته وخصوصيته حيث السينما بلا زيف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى