ثقافة

فيلم مثلث الحزن.. السويدي روبين أوستلاند يسخر من عالم الاثرياء!

كان – عبد الستار ناجي


كان المخرج السويدي روبين اوستلاند قد فاز في العام 2017 بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمه – المربع – الذي وصف خلاله حكاية مدير المتحف الوطني السويدي الذي يجد نفسه في متاهة حينما يفقد هاتفه عبر حكاية ترحل به الى عوالم عدة من بينها الم ومعاناة الاجئين في السويد .


واليوم يعود اوستلاند بفيلم هو السخرية في صنامها وعلوها عبر فيلم – مثلث الحزن – وهي منطقة بين الحاجبين تمثل اول الاشارات للحزن يلاحظها كل من يتعامل مع التصوير واختبار عارضوا الأياء حيث لا يتم اختيار تلك العناصر مهما كانت مواصفاتها اذا كانت ذلك المثلث حاضرا لأنه يؤثر على صورة وشكل العارض او العارضية .


فيلم – مثلث الحزن – يرحل بنا من خلال حكاية الموديل كارل وصديقته العارضة يايا الى عوالم الثراء والشهرة . حيث يتم توجيه لهما دعوة على احدى السفن البحرية ( الكروز ) للقيام بجولة مع مجموعة من كبار الأثرياء . في تلك السفينة كل شيء محكوم ومرتب ومعد بطريقة مرتبة حتى اللحظة التي تهب بها عاصفة بالذات في حفل العشاء الذي يقيمه الكابتن والذي نكتشف ادمانه . عنده يفلت العيار كما يقول المثل الدراج .


عاصفة جديدة تميل بالسفينة الضخمة من لم يسكر سيسكر ومن لم يشرب سيدور راسة ويعلو الحوار الساخر بين الركاب بالذات بين الثري الروسي والقبطان الاميركي وغيرهم من الاثرياء . في الحين الذي نشاهد به العمال من العديد من دول العالم الثالث يقضون عملهم بصمت في السرداب .. وفي تلك الاثناء تهاجم مجموعة ارهابية السفينة وتفجرها .


المشهد الثاني بعد السفينة في الجزيرة حيث تسيطر على الجزيرة والمتبقين من ركاب السفينة عاملة تنظيف الحمام الفلبينية لانها تعرف ان تصيد وصناعة النار وغيرها بنما الاثرياء لا يعرفون اي شي .


ونعود الى المشهد الاول الخاصة بالسفينة حيث تتزامن العاصفة مع كمية كبيرة من الاستفراغ وايضا انفجار المراحيض في تزامن غريب ساخر من كل عوالم الثراء والنجومية والموضة والعنصر البشري الذي يتصور نفسه فوق الاخرين .

مشهد يمتد لاكثر من نصف ساعة يحلل طبيعة العلاقات التي تجمع القوى العظمى ونوعية الاختلاف والهوة الواسعة والانهيار المجلجل في تلك السفينة ودلالاتها وعدم القدرة للوفاء بالالتزامات العملية لاحقا الا من خلال العناصر الاضعف في السفينة وهم العمال من دول العالم الثالث الذين يتحملون أعباء الحياة في الجزيزة بعد انفجار السفنية وغرقها.

في الفيلم مجموعة من النجوم من بينهم الاميركي وودي هارلسون بدور القبطان المدمن ودولي دي يليون بدور اباجيل العاملة الفلبينية التي تكون لها القيادة لاحقا وهناك أيضا الجميلة شارلبي دين بدور العارضة وبدور صديقها كاري الممثل السويدي هاريس ديكنسون .


حكاية رمزية الا أن دلالاتها الساخرة جعلت نقاد العروض الصحفية في مهرجان كان السينمائي يغرقون بالضحك والقهقة وهم يعلمون جيدا بأن تلك السخرية هو احدى مفردات اوستلاند السينمائية الساحرة والذكية والعمية .. حيث السخرية من عالم الاثرياء والموضة وايضا التذكير بان الغد للعمالة المتخصصة التي تظل دائما في الادوار السفلى ولكنها تظل قادرة للذهاب الي المستقبل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى