ثقافة

“الكل لديهم ساعات لا أحد لديه وقت” مسرحية من توقيع العراقي كريم رشيد

عبد الستار ناجي – الكويت

مجددا يعود المخرج العراقي السويدي كريم رشيد  للتحليق بعيدا في فضاءات المسرح مرسخا بصمته ومسيرته المقرونة بالتجديد والاشتغال على القضايا والموضوعات ذات البعد الفلسفي وهذة المرة يحط رحاله في عالم مسرح الطفل الذي خبره وعرفه وأجاد العزف على مفرداته ومضامينه. حيث تجربته الجديدة من خلال مسرحية ” الكل لديهم ساعات لا أحد لديه الوقت” فقد قدم مسرح مالمو البلدي في السويد عرضا مسرحيا للأطفال الصغار بعنوان ( الكُل لديهم ساعات لا أحد لديه وقت) من تأليف وإخراج الفنان العراقي كريم رشيد الذي يقيم ويعمل في السويد منذ حوالي ربع قرن.

وعن التجربة الجديدة التي تحصد الاهتمام والرصد والمتابعة والتحليل يقول د . رشيد كريم :

هو نتاج بحث في إمكانية تقديم عروض مسرحية فلسفية وتجريدية للأطفال وتحديد الفئات العمرية المناسبة لذلك والى أي حد يمكن أن تكون تلك العروض تجريدية بعيدة عن سطوة الخرافات وقصص الحيوانات ومسرحيات الوعظ المباشر.

ويستطرد كريم : بدأت كمؤلف وكمخرج التعامل مع  هذا المشروع بتكليف من إدارة المسرح في منتصف العام الماضي 2019 في الاشتراك في ورشة عمل تدريبية  لمدة أسبوعين بعنوان ( ممثلون مؤلفون ) ضمت فنانين معنيين بمسرح الطفل من سبعة دول مختلفة هي النرويج ، الدانمارك ، السويد ، أوغندا ، النيبال ، بوركينافاسو والصين .

ويقول : في تلك التجربة تم  تبادل الخبرات المتعلقة بمسرح الطفل في ثقافات متنوعة ومواجهة الأسئلة المعاصرة في حياة الأطفال . قامت بعدها وبصحبته فريق عمل من مسرح مالمو البلدي ضم دراماتورج وكوركراف وفنانة مويسقية وتروبيين متخصصين بعمل عدة ورشات تحضيرية مع الأطفال الصغار كان الهدف منها التعرف على ما يعنيه الوقت عندهم وماهي نظرتهم وشعورهم عندما يتعرضون للضغط النفسي الذي يواجهه الأباء والأمهات بسبب ضغط الوقت.

 ويستطرد مولف ومخرج المسرحية الفنان كريم رشيد : وبعد هذه الورش قامت بكتابة مسرحية  ( الكل لديهم ساعات ولا أحد لديه وقت) التي تبحث في سؤال فلسفي من بين الأسئلة الفلسفية الكثيرة التي تدور في أذهان الأطفال. ماهو الوقت ، لماذا يكون سريعا أو بطيئا، هل يمكن لنا رؤية الوقت، لماذا هو غامضا ومتنوعا ؟ متى ينتهي ومتى يبدأ ؟ لماذا يشعر الكبار دوما أنهم على عجل ؟ هل يمكن حقا توفير الوقت؟ هل الوقت يمشي أم يزحف أم يطير كما يقول الكبار؟ هل هو ثقيل أم خفيف ؟  هل يمكن رؤيته  أو الإمساك به ؟  هل هو ذاته موجود هنا وهناك وفي كل مكان ؟ أين يذهب الوقت كل يوم، هل يمشي بمسارات مستقيمة أم دائرية ؟  هل يمكن أن يكون هناك عالم بدون ساعات ماذا يحصل للوقت حينها وكيف يكون شعورنا به؟ هل يمكن الوصول الى عالم لا يضطر فيه المرء الى الركض واللهاث المتواصل ؟ كيف تنتقل عدوى الضغط النفسي من الكبار الى الأطفال؟ وهل يمكن لنا أن نعيش بدون ساعات؟ وغيرها من الأسئلة الفلسفية التي تم دراستها وتحليها لتكون قريبة من وعي وادراك الطفل.

ويتابع الفنان كريم رشيد : قُدم عرض الافتتاح في مسرح الاستوديو يوم 4 سبتمبر ويستمر لغاية 3 أكتوبر بواقع عرضين مسرحيين يوميا مع اقبال كبير من قبل دور رعاية الأطفال بحيث تم حجز جميع العروض لمدة شهر كامل وحسب العدد المحدد من قبل هيئة الصحة العامة.  

عن فريقه الفني يقول : ضم فريق العمل الكوركراف : ليديا واس ، ومصممة الملابس ساندرا هارلدسن ، دراماتورج فيليسيا آوليه ، تقنيات الفيديو والموسيقى جون كولون ، أضاءة سفين أيريك آندردسون .

تمثيل : سيلان ماريا بوداك راش ، آلكس ناكي ، ميثينه ونكتراكون .

وعن ردود الأفعال التي حصدها العمل قال المؤلف والمخرج كريم رشيد :

حظىي هذا العرض باهتمام الصحافة المحلية السويدية فكتبت جريدة ( سكونا داك بلادت ) في عددها يوم 5 سبتمبر قائلة:

(( إنه عرض الأفكار الكبيرة والصغيرة عن مفهوم الوقت الذي شغل الذهن البشري … لكن هل يمكن حقا أن نتحدث عن مثل هذه المفاهيم التجريدية الصعبة للأطفال الصغار بعمر ثلاثة الى خمسة سنوات؟ الإجابة نعم بالتأكيد فالأطفال كما الكبار يتأثرون بالوقت ويتحسسونه حتى لو أنهم لم يدركوا أبعاده .. الوقت مفهوم مرن للغاية يتشكل حسب أحاسيسنا كما هو العرض المسرحي الكل لديه ساعات لا أحد لديه وقت، عنوان عبقري يقدمه هذا العرض الذي يمتد ويتقلص ويدور ويقفز مصطحبا معه الجمهور في كل هذه التحولات، ويلهمنا مادة للتفكير بماهية حقيقة الوقت ، الوقت الذي لايمكن لأحد أن يكون كبيرا جدا عليه أو صغيرا جدا عليه )).

وتابع :

 فيما كتبت صحيفة ( سفينسكا داك بلادت ) الواسعة الانتشار في السويد عن هذا العرض قائلة :

(( يتناول المؤلف والمخرج كريم رشيد في هذا العرض أحد القواسم المشتركة في حياتنا جميعا كبارا وصغارا ، إنه الوقت الذي نخضع له جميعا، حتى الأطفال الصغار سرعان ما يتعلمون من الآباء المسرعين والمضغوطين بعامل  (السترس ) معنى الإسراع لأن الوقت يمر بعجل. ولكن ماهو الوقت؟ هل يمكن لنا الأمساك به وإدراكه؟ بصحبة تلك الشخصية المسرعة والقلقة  دوما ( مُسرع السريع ) يبحث طفلين صغيرين عن أرض كل الأوقات، هناك حيث لا يضطر أحد الى القلق والعجلة ولا يصاب الأهل بالهلع من الوقت وهم يضطرون الى الإسراع  الى رياض الأطفال لجلب أطفالهم في اللحظات الأخيرة من الدوام الرسمي . لكن الأطفال يتساءلون أيضا إن كانوا يريدون حقا البقاء هناك في بلاد كل الأوقات والى الأبد ؟

إقرأ المزيد على كيوسك 24 للكاتب عبد الستار ناجي:

محمد قبلاوي: مهرجان مالمو للسينما العربية.. يتحدى كورونا!

النجم الكويتي عبد الله غلوم يفوز بجائزة أفضل ممثل عن فيلم “عجلة” في فالميرا بالهند

العرب في مهرجان فينيسا.. بين الهامش والأساس!

أجيال الأغنية الخليجية.. مطلوب المحافظة على الهوية!؟

المصور الكويتي أوس بورحمة لكيوسك 24: التصوير عملية ابداعية متكاملة!

هوليوود.. تحاول إنقاذ صناعة السينما من الكارثة!

افتتاح مهرجان فنيسيا السينمائي: الكمامات الحاضر الأساسي!

اختتام مهرجان عمان السينمائي: “ستموت في العشرين” أفضل فيلم

كورونا.. غير مسارات تصوير مسلسل “سما عالية”!

كورونا توجه ضربة قاضية لصناعة الترفيه في العالم!

وفاة تشادريك بوزمان نجم فيلم “النمر الأسود”

أحمد الجسمي لكيوسك 24: جديدي “المنصة” يحلق على نتفليكس

هند البلوشي لكيوسك 24 : لا أجد حاليا العمل التلفزيوني الذي يفجر طاقتي الفنية

سوق كان الدولية للتلفزيون “ميبكوم” تعقد بمواصفات استثنائية لمواجهة كورونا

خالد أمين في تصريح خاص لكيوسك 24: الشخصيات الدرامية لا تستوعب حدود طاقتي!

داوود حسين في حوار لكيوسك 24: تكريمي في المغرب وسام أفتخر به

علي السبع: مسلسل تساهيل يبشر بعودة النشاط الفني في السعودية

عام بلا مسرح .. عام بلا حياة!

صناعها يتحدثون …الإنتاج التلفزيوني في زمن كورونا!

المسرح المغربي الجديد.. وجوه عامرة بالاقتدار

نجوم الأغنية الخليجية يدعون لتعاون عربي فني مشترك

مسرحيون عرب يعبرون عن سعادتهم بعودة أيام قرطاج المسرحية

الفلسطيني”إن شئت كما في السماء” يفوز بجائزة النقاد السينمائيين العرب

يونس ميكري: الأغنية المغربية تحتل مكانة بارزة عالميا

لماذا افتتح مهرجان كان السينمائي سوقه الافتراضية؟!

المسرح الإماراتي.. مسيرة وأسماء وبصمات

نجوم عرب: الإنتاج المشترك سبيلنا لمستقبل فني متميز

الأسر الفنية.. وراثة أو موهبة!؟

نجمات خليجيات: الدراما التلفزيونية مطالبة بإنصاف المرأة العربية!

نجوم تعشق الشخصيات المركبة!

مخرجات من الشرق الأوسط ضمن عروض أفلام الشارقة للفنون

الدراما العربية تتجه إلى المدن الأوروبية!

السينما في العالم العربي أمام مفترق طرق بعد كورونا

مهرجان كان السينمائي يعلن عن اختياراته ويؤجل دورته للعام المقبل

علي الريس:مؤسسة الإنتاج البرامجي من “افتح ياسمسم” إلى كورونا!

مهرجانات النصف الثاني من العام.. قادمة حسب الموعد!؟

مطلوب فتح الفضاء أمام الابداع الفني العربي!

المسرح والسينما آخر المفرج عنهم في حصار كورونا!

الإنتاج في زمن كورونا…!

النجوم الشباب:الدراما الخليجية تكامل وثراء للابداع العربي

الهيئة العربية للمسرح منصة لابداعات أبو الفنون

نجوم الدراما الخليجية كيف يرون حصاد الموسم الرمضاني؟!

الحركة التشكيلية الخليجية أمام تحديات جديدة .. كورونا مصدر للالهام!

د . ابتسام الحمادي تؤكد على دور الأزياء في الدراما التلفزيونية

50 مليون دولار ميزانية أعمال رمضان الدرامية الخليجية

“ان بارادوكس” أول فيلم كويتي يعرض على نتفليكس

شخصيات الدراما الخليجية المثيرة للجدل : سقف أعلى من الطرح!

محمد المنصور: شخصية “شهاب” في “محمد علي رود” رسالة للأجيال

المرأة في الدراما الخليجية.. بلا هوية!

مناف عبدال: مسلسل “محمد علي رود” انتصار لكفاح جيل الأربعينيات!

المنتجون والنجوم يؤكدون أن الخسائر المادية كبيرة بسبب كورونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى