المسرح الإماراتي.. مسيرة وأسماء وبصمات
عبد الستار ناجي – الكويت
استطاع المسرح في دولة الإمارات العربية المتحدة أن يحقق بصمات إيجابية على المستوى المحلي والخليجي والعربي. واليوم يحلق المسرح في تلك الدولة الخليجية الى آفاق عالمية من خلال مجموعة العروض التي قدمت لمسرحية ” النمرود ” تأليف الشيخ الدمتور سلطان بن محمد القاسمي وإخراج المخرج التونسي الراحل المنصف السويسي . وقد جابت تلك المسرحية العديد من العواصم العربية والأوروبية .
مثل ذلك الانجاز الفني الرفيع المستوى لم يكن وليد الصدفة بل هو حصاد حتمي للاهتمام البالغ الذي توليه دولة الإمارات العربية للمسرح إلى جانب الفنون الإبداعية الأخرى، وهذا ما يتجسد من خلال مجموعة المهرجانات والورش التي تقام على مدار العام وفي مختلف إمارات الدولة إان كانت الشارقة تظل منارة اشعاع وتوهج ثقافي ، حيث مهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي يعد من أهم المهرجانات المسرحية ليس في الإمارات وحدها بل على الصعيدين الخليجي والعربي، وهناك أيضا المهرجان المدرسي، ومهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، وعدد من المهرجانات ومنها على صعيد الذكر لا الحصر مهرجان المسرحيات القصيرة وغيره من المواعيد المسرحية التي تغطي دولة الامارات ولعل آخرها مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما.
يمتلك المسرح الإماراتي تاريخا كبيرا منذ تأسيسه الحديث وانطلاقته في منتصف الخمسينات، وظل منذ ذلك التاريخ حافلاً بالتجارب التي شكلت بداياته الحقيقية، بالذات من خلال عروض المسرح المدرسي وعروض الأندية.
ليشهد لاحقا تطوراً عبر مراحل قدم خلالها الكثير من الإبداعات، بالذات ما بعد مرحلة الاستقلال في مطلع السبعينيات من القرن الماضي . ومازال يتطور ويسعى لمواجهة التحديات التي تواجهه، وأبرزها كما هو حال المسرح العربي الحاجة لجمهور حقيقي يتابعه، فهناك مشكلة متأصلة في الإقبال على العروض المسرحية، ناهيك عن القضايا والموضوعات التي يطرحها المسرح، من حيث الحاجة للجوء إلى التراثعبر قراءته وعصرنته وتحديثه والتعامل معه بروح جديدة مبتكرة.
الذين يعرفون المسرح في العالم العربي يعلمون جيدا علو كعب المسرح في دولة الإمارات العربية المتحدة . والتي استطاعت أن تحقق حضورا لافتا وثريا سواء من خلال المهرجانات أو عبر المواعيد الثقافية والفنية المتعددة ومن بينها مهرجان المسرح العربي الذي تنظمة الهيئة العربية للمسرح والتي تأسست بمبادرة من لدن سمو حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والذي يمثل الداعم الأساسي للمسرح ليس في الإمارات وحدها بل في العالم العربي بشكل عام.
وعلى الرغم من انشغال النسبة الأكبر من عروض المسرح في دولة الإمارات في مراحل التأسيس الأولى بالتراث والموروث الشعبي الإماراتي واستثماره لتقديم العديد من القضايا ومن أبرزها حضور المرأة والإنسان وفي هذا الإطار نشير إلى عدد من أعمال الكاتب المسرحي الإماراتى القدير اسماعيل عبد الله ونذكر له – اوه يامال – و – زمان الكاز – و مولاي يامولاي – و البقشة – و حرب النعل – و – البوشية – و صهيل الطين – و- لا تقصص رؤياك – وغيرها من النتاجات التي رسخته كواحد من رموز المسرح الإماراتي والخليجي والعربي.
وحينما يذكر المسرح في الإمارات لابد من التوقف أيضا أمام عدد بارز من الأسماء ومنها أحمد الجسمي ومحمد العامري وحسن رجب وأحمد الأنصاري وحبيب غلوم وعائشة عبد الرحمن وهدى الخطيب وعبد الله صالح ونجلة مروان ومرعي الحليان وسعيد سالم وعمر غباش وياسر القرقاوي وقائمة اخرى من الأسماء التي راحت تحلق بالمسرح الإماراتى الى آفاق أرحب ترسيخ مكانة المسرح في الإمارات محليا وخليجيا وعربيا.
اليوم المسرح في دولة الإمارات بات يذهب الى كافة مفردات التطور حيث التجريب واستحضار المضامين الفكرية والحلول الابداعية التي رسخت مكانة وحضور المسرح في تلك الدولة التي تنفتح ثقافيا وفنيا . ولو تأملنا حصاد المهرجانات المسرحية لوجدنا بأن المسرح الإماراتي حاضر بقوة سواء عبر حصاده أو حضور مبدعيه في مختلف مفردات العرض والإبداع المسرحي كتابة وإخراجا وتمثيلا وأيضا فكر استراتيجي من أجل مستقبل المسرح وهنا نشير الى دائرة الثقافة بالشارقة وأيضا إدارة المسرح بالشارقة والذين يمثلان الأجنحة الحقيقية التى يحلق بها المسرح الإماراتى بعيدا .. جدا.
إقرأ المزيد على كيوسك 24 للكاتب عبد الستار ناجي:
نجوم عرب: الإنتاج المشترك سبيلنا لمستقبل فني متميز
الأسر الفنية.. وراثة أو موهبة!؟
نجمات خليجيات: الدراما التلفزيونية مطالبة بإنصاف المرأة العربية!
مخرجات من الشرق الأوسط ضمن عروض أفلام الشارقة للفنون
الدراما العربية تتجه إلى المدن الأوروبية!
السينما في العالم العربي أمام مفترق طرق بعد كورونا
مهرجان كان السينمائي يعلن عن اختياراته ويؤجل دورته للعام المقبل
علي الريس:مؤسسة الإنتاج البرامجي من “افتح ياسمسم” إلى كورونا!
مهرجانات النصف الثاني من العام.. قادمة حسب الموعد!؟
مطلوب فتح الفضاء أمام الابداع الفني العربي!
المسرح والسينما آخر المفرج عنهم في حصار كورونا!
النجوم الشباب:الدراما الخليجية تكامل وثراء للابداع العربي
الهيئة العربية للمسرح منصة لابداعات أبو الفنون
نجوم الدراما الخليجية كيف يرون حصاد الموسم الرمضاني؟!
الحركة التشكيلية الخليجية أمام تحديات جديدة .. كورونا مصدر للالهام!
د . ابتسام الحمادي تؤكد على دور الأزياء في الدراما التلفزيونية
50 مليون دولار ميزانية أعمال رمضان الدرامية الخليجية
“ان بارادوكس” أول فيلم كويتي يعرض على نتفليكس
شخصيات الدراما الخليجية المثيرة للجدل : سقف أعلى من الطرح!
محمد المنصور: شخصية “شهاب” في “محمد علي رود” رسالة للأجيال
المرأة في الدراما الخليجية.. بلا هوية!
مناف عبدال: مسلسل “محمد علي رود” انتصار لكفاح جيل الأربعينيات!
المنتجون والنجوم يؤكدون أن الخسائر المادية كبيرة بسبب كورونا